كشفت شركة «أمازون»، المتخصصة في بيع الكتب عبر العالم، مؤخرا، أن مبيعاتها من الكتب الإلكترونية تجاوزت مبيعات الكتب الورقية، خلال الربع الثاني من العام الجاري. وأشارت الشركة، في بيان لها، إلى أنه خلال الفترة من أبريل حتى يونيو الماضيين، زادت مبيعاتها من الكتب الرقمية الخاصة بجهاز القارئ الإلكتروني «كيندل» بنسبة 43 %، مقابل مبيعاتها من الكتب من الطبعات الفاخرة ذات الغلاف الورقي بعد مرور ثلاث سنوات تقريبا على طرح الكتب الإلكترونية في السوق الأمريكية. وكانت مبيعات الكتب الإلكترونية تجاوزت نظيرتها من الكتب الورقية في شهر يونيو بنسبة 80 %، ولم تقدم الشركة بيانات حول إجمالي مبيعاتها لأي من الطبعتين. وأوضح المدير التنفيذي للشركة، جيف بيزوس، أن مبيعات الكتب الإلكترونية زادت بفضل تراجع سعر أجهزة القارئ الإلكتروني «كيندل»، مبينا أن «معدل نمو مبيعات جهاز «كيندل» زاد بثلاثة أضعاف منذ أن تم تخفيض السعر من 259 إلى 189 دولارا، أي أقل ب10 دولارات عن جهاز «نوك» من شركة «بارنز ونوبل»، ولم يشر بيزوس إلى عدد الأجهزة التي بيعت. وتشهد سوق الكتب الإلكترونية إقبالا شديدا، ويتوقع الكثيرون زيادة حجم مبيعات أجهزة قارئ الكتب الإلكترونية في العامين أو الثلاثة أعوام القادمة. وعن خطوة تخفيض سعر أجهزة القراءة الإلكترونية، رأى المراقبون أن تخفيض أسعار هذه الأجهزة أمر متوقَّع، بعد أن اقترح تقرير لشركة «فورستر ريسيرتش» أن يكون سعر أجهزة القراءة الإلكترونية يتراوح بين 50 و100 دولار، حتى يلقى قبولا بين المستخدِمين بشكل كبير. وأشار بيزوس إلى أنه بإمكان المستخدِم أيضا قراءة كتب «كيندل» على أجهزة منافسة، مثل جهازي «آي فون» و«آي باد» من شركة «أبل» أو أجهزة الحاسوب المحمول. وتتصاعد شعبية هذه الأجهزة في العالم، حيث كشفت العديد من الشركات، ك»سوني» و«فيوسونيك» عن نيتها إنتاج أجهزة قراءة إلكترونية، لدخول المنافسة في هذا المجال، خصوصا بعد ارتفاع الطلب على هذه الأجهزة وعدم قدرة الشركات المنتجة على تلبية الطلب، كعجز شركة «بارنز ونوبل» عن تلبية الطلب المتزايد على جهاز القراءة الالكتروني «نوك» (Nook). يشار إلى أن شركة «Acer» كانت آخر الشركات التي أعلنت عن إنتاجها جهاز قراءة إلكتروني، لتدخل به هذا المجال، حيث كشفت في شهر مارس الماضي عن جهازها للقراءة الإلكترونية «Lumiread»، الذي يحتوي شاشة بقياس 6 إنش من النوع «e.ink»، ويستطيع الجهاز الاتصال بالأنترنت عبر تقنيات Wi Fi و3G. وفي مقابل هذه الطفرة التكنولوجية والمعرفية التي يشهدها العالم، ما زالت الأرقام والتحليلات حول الحراك الثقافي العربي تؤكد حالة التدني المخيف الذي تشهده حركة التأليف والنشر على الساحة العربية، مما يتطلب النجدة لتدارك الوضع، بحل الإشكالية بين المبدع والناشر والموزع وعلاج ظاهرة العزوف عن القراءة، حيث أصبح ما يزيد على 100 ألف مواطن عربي يطلعون على نسخة واحدة من كل كتاب مطبوع.. والتصدي للأمية الهجائية التي فاق معدلها 27 في المائة، والاهتمام بأدب الطفل وذوي الاحتياجات الخاصة، إلى غير ذلك من وسائل علاج المشكلة. وتشير مجمل التقارير التنموية الثقافية العربية والأجنبية إلى ضعف واقع التأليف والقراءة في العالم العربي، فيما لا زالت جهود تعزيز موقع الكتاب الرقمي الإلكتروني بالنسبة إلى مؤسسات العربية العاملة في هذا المجال، إلى جانب كفالة حقوق المؤلف المادية والمعنوية في ما ينشر على شبكة الأنترنت وإصدار معجم عربي شامل للمصطلحات والمفاهيم في مجال المعلوماتية (مازالت) تعد محتشمة. كما لم يرْقَ الاهتمام بدعم المكتبات العامة وتطويرها بما يتناسب مع العصر الرقمي والوسائل الحديثة لتدفق المعلومات والأفكار، وكذا دعم وتعميم المكتبات المتنقلة في القرى والأماكن البعيدة، تجسيداً لمبدأ القراءة للجميع.