أطلق صوت الشاعر العالمي الكبير أوكتافيو باث، في ساحة معرض فرانكفورت الدولي للكتاب المقام حاليا في دورته الحادية والستين، وهو يصرخ قائلا: « أنقذوا الكتاب العزيز » وذلك بعد أن احتلت الكتب الالكترونية أكثر من 20 % من المعروضات. وأعرب يورغن بوس مدير المعرض عن ثقته بصمود الكتاب التقليدي أو الإلكتروني خارج الأزمة الاقتصادية الدولية قائلاً : «المعرض كمؤسسة تأثر كثيراً بالأزمة، ولكن الكتاب لم يتأثر»، كما أشار بوس إلى الخوف الذي يجتاح ناشري الكتب الورقية أولاً من زحف الكتب الإلكترونية، ثانياً من تراجع المبيعات بتأثير الأزمة الاقتصادية الدولية. كما يبدي الناشرون الإلكترونيون تخوفهم من «قراصنة النشر» والتي تعني النشر دون أخذ موافقة دور النشر الأصلية، وأخذ حقوق الكاتب بعين الاعتبار، بالإضافة لتسللهم من ثغرات في القانون الدولي نظراً لضعف قوانين التعامل في الشبكة الإلكترونية. وقد شارك في معرض فرانكفورت لهذا العام أكثر من 7000 عارض من مائة دولة أقل من العام الماضي بنسبة 2.8 %، وحققت الكتب الإلكترونية حضور قوي في المعرض، حيث تم عرض 400 ألف عنوان في الأجنحة المختلفة للمعرض شكلت الكتب الجديدة 124 ألف منها، وجاء في مقدمة الناشرين الإلكترونين كل من شركة"سوني"، وشركة «أمازون». وعلى الرغم من كل ما سبق مازال الألمان يخصصون سنوياً 24 مليار يورو لشراء الكتب والصحف والمجلات برغم ارتفاع الأسعار، كما حقق قطاع النشر الورقي زيادة هذا العام بمقدار 2.8 % في الدخل على الرغم من تراجع المبيعات على المستوى العالمي. وبمواكبة المعرض أعلن معهد أبحاث «فوستر» تقديراته حول مستقبل الكتب على الصعيد العالمي، وجاء في إحصائياتها أن عدد قراء الكتب الإلكترونية في الولاياتالمتحدةالأمريكية ارتفع إلى مليون قارئ منتظم، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد لمرتين خلال سنة، ويبدو أن موجة الكتاب الإلكتروني ستجتاح أمريكا الشمالية قبل غيرها، نظراً لأن تقديرات المعهد تكشف ببيع 48 كتاباً ألكترونياً مقابل بيع 100 كتاب ورقي بأمريكا.