انتهى الحفل الجماعي الذي نظمته زوجة عمدة فاس، فاطمة طارق، في وقت متأخر من ليلة أول أمس الخميس/الجمعة، بحكايات غريبة لعرسان وعرائيس ينحدر عدد كبير منهم من الأحياء الشعبية المحيطة بمركز المدينة والتي تعتبر من أبرز قلاع حزب الاستقلال الذي يهيمن على تسيير الشأن المحلي بالعاصمة العلمية. فقد أغمي على إحدى العرائس، قبالة المدخل الرئيسي لملعب الحسن الثاني بوسط المدينة، في أوج الاستعراض، وذلك بعد خلافات بين عائلتها وعائلة العريس. وبقيت رفقة زوجها تنتظر وصول سيارة الإسعاف، قبل أن يتدخل باشا المدينة بالنيابة لطلب النجدة وإسعاف العروس، قبل أن تتأتى لها إمكانية العودة لاستئناف المشاركة في هذا الحفل الذي قدم على أنه أكبر حفل للزواج الجماعي بالمغرب. وتدخلت عائلة أحد المسجلين للاستفادة من هذا العرس الجماعي لمنع تسجيل ابنها ضمن قوائمه بعدما أعلنت عن رفضها القبول بالفتاة التي اختارها ابنها لتكون زوجة له. ولم تنفع تدخلات قامت بها عدد من المستشارات الجماعيات الاستقلاليات في إقناع العائلة بالعدول عن هذا الرفض والسماح لابنها بالزواج بالفتاة التي اختارها شريكة حياته. وشهدت عمليات توزيع التجهيزات المنزلية، في مساء اليوم ذاته، حالات من الشد والجذب بين عدد من عائلات العرسان والعرائس، في سباق محموم لكل طرف للظفر بهذه التجهيزات التي يعتبر أنه الأحق بها دون غيره. واضطر بعض أعضاء اللجنة المكلفة بالتنظيم إلى الانسحاب بهدوء من هذه العملية بعدما عجزوا عن ضبط إيقاعاتها. وفرض حضور صحفيين أجانب لم يتم ضبط تحركاتهم استنفارا أمنيا من قبل مختلف الأجهزة الأمنية التي تخوفت من أن يتم استغلال هؤلاء الصحفيين حضورهم إلى هذه الحفلة للقيام بأنشطة «صحفية» أخرى دون التوفر على التراخيص الإدارية الضرورية. وتم التحقق من هوية أكثر من صحفي بوسط الملعب وفي جنباته، قبل إخلاء سبيلهم والسماح لهم بتغطية هذا الاحتفال الذي يشكل فيه زواج القاصرات حوالي 20 في المائة، والذي شهد ارتباكات في التنظيم بررها بعض أعضاء «جمعية أوربة» بصعوبة التحكم في العدد الهائل الذي تابع هذا الحفل. وبرز ضمن لائحة المسجلات للاستفادة من هذا الزواج اسم فتاة قاصر تبلغ من العمر 16 سنة ونصف، وتتحدر من أحد كاريانات المدينة، تمكنت من إتمام إجراءات الزواج بقرار قضائي. ووجد عمدة فاس، حميد شباط، نفسه مرة أخرى، رفقة زوجته، وحيدا في هذه الاحتفالات التي لم يشاركها معه أي قيادي من حزب الاستقلال باستثناء امحمد السوسي، المفتش العام للحزب، وإلى جانبه أعضاء المجلس الجماعي للمدينة ومستشارو المقاطعات ونشطاء حزب علال الفاسي من أتباعه. ولم يدم مكوث توفيق احجيرة، وزير الإسكان، (والذي حل بفاس لتقديم التعازي لعائلة زميله في الحكومة، الوزير الشامي، على إثر وفاة والده)، بفضاء الملعب سوى بضع دقائق، وقرر الانسحاب بهدوء. وبالرغم من أن جمعية «أوربة لمحاربة الفقر والهشاشة»، أثنت في أكثر من مرة، على ولاية جهة فاس بولمان، على الدعم الذي قدمته لها من أجل إنجاح هذه التظاهرة، إلا أن والي الجهة، محمد غرابي، لم يحضر إلا في الوقت بدل الضائع، وهو الوقت الذي استغله بعض المستشارين الاستقلاليين لأخذ صورة تذكارية معه، وهم في لباس استقلالي. وسار شباط لأكثر من مرة وسط ضيوف هذه الحفلة، على أرضية الملعب، وأغلبهم من أنصار فريقي المتزوجات والمتزوجين الجدد الذين استفادوا، في ليلة الزفاف، من غرف الفنادق الفخمة بوسط المدينة، قبل العودة في اليوم الموالي إلى أحيائهم الشعبية.