اعتبر نجيب الإبراهيمي، عضو المكتب التنفيذي للجمعية المغربية لربابنة الطائرات، أن تغيب بعض الربابنة عن العمل يبرره هاجس تفادي المس بسلامة المسافرين، معبرا عن رفض المنطق الإنتاجوي الذي يتحكم في شركة الخطوط الملكية المغربية. وأشار الإبراهيمي، في تصريح ل«المساء»، إلى أن العدد الذي صرحت به الشركة حول من اعتبرتهم متغيبين من الرباننة لا يمثل سوى 0.05 في المائة من الربابنة العاملين لديها، وهي تغيبات «مبررة، خاصة أن طبيعة عملهم تفرض عليهم عدم المغامرة بالصعود إلى مقصورة القيادة في حالة ألم بهم مرض مهما كان بسيطا». وكانت الخطوط الملكية المغربية قد أصدرت بلاغا، الجمعة الماضية، تتوعد فيه باتخاذ كل الإجراءات، ومنها التأديبية المفروضة، في حالة ما إذا تبين من خلال التحقيق أن تغيب ربابنة الخميس الماضي عن إنجاز بعض الرحلات المبرمجة، كان غير مبرر، مشيرة إلى أن تلك التغيبات أفضت إلى اضطرابات في مواقيت الرحلات وإلغاء البعض الآخر، الأمر الذي اقتضى، في نظر الشركة، فتح تحقيق لتحديد الأسباب الحقيقية للتغيبات المسجلة. وتساءل الإبراهيمي حول مدى قانونية اتخاذ إجراءات تأديبية في حقق ربابنة تغيبوا لدواعي صحية، مشيرا في ذات الوقت إلى أن دراسة أنجزتها الجمعية توصلت إلى أن العديد من الربابنة فقدوا أهلية الطيران نتيجة الإرهاق الذي يعانون منه، والذي يعود إلى كون نصف الرحلات تتم ليلا وقلة ساعات الراحة بعد العمل الليلي وعدم استقرار برامج الرحلات الشخصية. وأوضح أن الشركة تتوفر على 400 ربان مغربي و40 ربانا أجنبيا، يعملون في المتوسط ما بين 65 و95 ساعة في الشهر، غير أن بعض الربابنة في الشركة المغربية يتجاوزون الحد الأقصى المسموح به والمحدد في 105 ساعات في الشهر، وهو ما كان، حسب الإبراهيمي، موضوع رسائل وجهت إلى الجهات المعنية، خاصة إلى وزير النقل والتجهيز. يشار إلى أن المفاوضات بين إدارة الخطوط الملكية المغربية والجمعية المغربية لربابنة الطائرات توقفت منذ شهرين تقريبا، حيث كانت تدور حول الملف المطلبي للربابنة الذين يعتبرون أن وضعهم في الشركة تردى في السنوات الأخيرة.