اعتدنا على سماع تحذيرات شديدة من استهلاك «الشوكولاتة» ، لدرجة أن الكثير من الناس أصبحوا يخافون استهلاكها، رغم ولعهم بها. واليوم أصبحت لهجة التحذير أقل حدة بعد اكتشاف فوائدها الكبيرة، تجعل من مخاطر تناولها، كزيادة الوزن، أمورا مقدورا عليها أمام فوائد مثل علاج الكآبة والقرحة والوقاية من بعض الأمراض السرطانية والتخثر الدموي، لا بل والمحافظة على الجمال والشباب وهذا ما أكدته العشرات من الأبحاث الطبية والعلمية التي أثبتت أن للشوكولاته فوائد كبيرة للإنسان، على المستويين النفسي والجسدي. ينصح بعض الأشخاص الذين يعانون من المزاج السيء والوزن المنخفض بتناولها عند الحاجة إليها, وذلك لتزويد الجسم بالمواد التى يحتاجها لتساعده على القيام بالأعمال، إذ إنها تحتوي على مضادات أكسدة من نوع البوليفينول ومواد أخرى تحمي القلب والشرايين وتؤخر نمو الخلايا السرطانية كما تحافظ على شباب الجسم وحيويته. وتصنع الشكولاتة انطلاقا من زبدة الكاكاو المستخرجة من شجرة الكاكاو، ونجد حوالي 3 أنواع منها: الشكولاتة البيضاء والشكولاتة بالحليب والشكولاتة السوداء. وعلى الرغم من احتوائها على سعرات حرارية عالية، وتسببها أحيانا بمشكلات صحية مثل، البدانة والوزن الزائد في حالة الإسراف منها. يجب الانتباه إلى أن بعض أنواع الشوكولاتة أكثر فائدة من الأنواع الأخرى. فبودرة الكاكاو تحتوى على ضعف كمية مضادات الأكسدة الموجودة، وتشكل المادة الغامقة ذات المذاق المر، وهى أفضل الأنواع على الإطلاق, يليها الشكولاتة السوداء بدون حليب, ثم الشوكولاتة بالحليب في المرتبة الثالث وأخيرا الشكولاتة البيضاء لتكونا معا أكثر الأنواع منحا للطاقة، وبالتالي يجب الانتباه إلى الكميات المتناولة منهما. عند شراء الشكولاتة يجب التأكد من أنها فعلا مصنوعة من زبدة الكاكاو وليس بديل الشكولاتة, هذه الأخيرة لا تمنح أي فائدة من الفوائد سابقة الذكر، لأن هناك أشخاصا كثيرين لا يحسنون التفريق بينهما. يفضل عدم تناولها بالليل لأن الكافيين الموجود فيها, وفى غيرها من المشروبات كالقهوة والشاي والكولا, يعيق عملية الاسترخاء الطبيعية, وقد يبعد النوم عن الجفون. أخيرا يبقى الإسراف في تناول الشكولاتة غير مستحب إطلاقا، ويمكن لمرضى السكري والبدانة المولعين بالشوكولاتة أن يتناولوا الأنواع الغامقة بعد الأكل بكميات محدودة جدا لا تتجاوز قطعة واحدة في اليوم، ويفضل بعد الأكل وفق نظام غذائي محكم. أسماء زريول أخصائية في علم التغذية والحمية [email protected]