ما زالت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لم تعلن بعد عن شبكة برامجها لشهر رمضان المقبل، رغم أنه لا يفصلنا عنه سوى أقل من شهر، ويرجع هذا التأخر إلى التخوف من أن تثير الشبكة البرامجية، في حال الإعلان عنها، ردود فعل من قبل المهتمين والناشطين في الحقل الفني ببلادنا، وتكرار ما حصل في العام الماضي، عندما أثارت شبكة البرامج التي أعلن عنها قبل رمضان انتقادات قوية من مختلف الأوساط، وهذا ما دفع الشركة، اليوم، إلى حجب شبكة البرامج الجديدة لتلافي الانتقادات، وترك المفاجأة التي تخبؤها للمشاهد المغربي إلى اللحظة الأخيرة. لاشك أن تردي المنتوج الذي تقدمه التلفزة المغربية خلال شهر رمضان وكذاالإسفاف الفني، أصبحا يثيران غضب الجميع ولا يشرفان الأسر المغربية التي باتت تهرب إلى الفضائيات الأجنبية، مكتفية في علاقتها بالتلفزة الوطنية بدفع الضرائب دون أن يكون لها حق اختيار المستوى الفني الذي يفرض عليها من الأعلى. لقد طالب عدد من الفنانين والمهتمين بالشأن الفني برفع دعاوى قضائية ضد التلفزيون المغربي، والقيام بمظاهرة أمام مقر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة للإعراب عن الاستياء الجماعي وقول «كفى» في وجه الاستهتار بالمغاربة، لأن ما يحصل يكشف عن وجود مؤامرة حقيقية ضد المغاربة، ويظهر مدى الاستهتار بالمال العام وطرق تدبيره، فالمغاربة ليسوا قاصرين حتى يتم قصفهم بسيتكومات هزيلة ومنحطة المستوى وتلطيخ سمعتهم بهذا «الإتم» الرديئ الذي يستوجب التصدي له وفتح نقاش وطني بشأنه.