طرحت سلسلة من جرائم القتل التي عرفتها مدينة سيدي يحيى الغرب في إقليمسيدي سليمان أكثر من تساؤل حول قدرة مفوضية الأمن في المدينة على وقف هذا النزيف الإجرامي والتصدي لكل مظاهر الانفلاتات الأمنية التي أضحت سيدي يحيى الغرب عنوانا لها. ففي ظرف لم يتعدَّ الشهر الواحد، عثرت مصالح الأمن على جثت أربعة أشخاص لقوا حتفهم في ظروف غامضة، وهو ما دفع العديد من الأصوات إلى مطالبة الشرقي أضريس، المدير العام للأمن الوطني، بفتح مراكز أمنية جديدة في منطقتهم. ففي بحر الأسبوع المنصرم، اهتزت المدينة مجددا على وقع جريمة بشعة، بعدما اكتشف مواطنون جثة شاب مضرج في دمائه، ملقى بالقرب من «المرجة» المحاذية لدوار «اشنانفة»، وكشفت المعاينة الأولية لمسرح الجريمة أن الضحية تعرض للطعن والضرب على مستوى الرأس والبطن، فيما قادت البصمات التي تم رفعها بعين المكان من طرف عناصر الشرطة العلمية إلى التعرف على هوية المقتول، ويتعلق الأمر بالمسمى قيد حياته »ر.أ.«، يقطن ب»ساحة الشهداء» في القنيطرة. ومكنت التحقيقات التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية في ظرف وجيز من اعتقال المتهم بارتكاب هذه الجريمة، الذي خر معترفا بما نسب إليه في محاضر رسمية، بعدما حاصره المحققون بمجموعة من القرائن والأدلة التي تشير إلى تورطه في هذا الجرم الذي اقتُرِف يوم الجمعة الماضي، والذي تمت إعادة تشخيص فصوله كاملة، والتي كشفت أن الضحية والجاني كانا بصدد جلسة خمرية تحولت في ما بعد إلى مشادات ومواجهة بين الطرفين، استل خلالها المتهم سكينه ووجه سلسلة من الضربات إلى نديمه، أردته فتيلا في الحال. وتعد هذه الجريمة الثانية من نوعها خلال أسبوع واحد، حيث سبق أن ارتكب مختل عقلي جريمة قتل نكراء في حق ابن أخته، مستغلا غياب أهله عن البيت، المتواجد في «تجزئة الوحدة»، ليقدم على التمثيل بجثة هذا الأخير، والعبث بها، مستعينا في ذلك بمطرقة ومبراغ. ووفق المعطيات المتوفرة، فإن «ر.ك.»، المختل العقلي المتهم بارتكاب هذه الجريمة، له سابقة في هذا المجال، حينما أقدم، منذ ثلاث سنوات تقريبا، على قتل فقيه في المدينة نفسها، حيث اعتقل لظرف وجيز قبل أن يتم إطلاق سراحه في ظروف غريبة. ومازال الخوف يدب في نفوس ساكنة سيدي يحيى الغرب، الذين أضحوا يعيشون رعبا حقيقيا، وهم يرون المشتبه فيه حرا طليقا، يجوب أزقة المدينة دون أن يتم إيقافه، لاتخاذ المتعين، خاصة وأنه بات يشكل خطرا حقيقيا على أمن وسلامة المواطنين. وكانت مصالح الأمن في مدينة سيدي يحيى الغرب، التي تعاني خصاصا مهولا في الموارد البشرية واللوجيستيكية، قد عثرت في الأسبوع ما قبل الماضي، على جثة شاب آخر مقيد اليدين ومربوط الفم، قرب محطة القطار، حيث مازالت التحقيقات جارية لمعرفة مرتكب أو مرتكبي هذه الجريمة. في الوقت الذي مازالت السلطات الأمنية عاجزة عن فك لغز جثة المرأة، التي عثر عليها داخل كيس بلاستيكي، مقطعة الأوصال، مقسمة الأطراف، بجانب إدارة المياه والغابات.