أضحى بيت التجمع الوطني للأحرار بجهة الغرب الشراردة بني احسن مهددا بحدوث شروخ وتصدعات بسبب ما وصفه البعض بالخلافات التنظيمية الفظيعة، التي ظلت تتراكم، سيما، يضيف بعض التجمعيين، أن القيادة الوطنية لحزب «الحمامة» التزمت الحياد السلبي، قبل بروز الحركة التصحيحية، ولم تبادر إلى القيام بأي خطوة إيجابية من أجل الحيلولة دون استفحالها، والتدخل لرأب هذا الصدع. وكانت النقطة التي أفاضت الكأس تلك المتعلقة بإحداث الجامعة الجهوية، حيث انقسم أنصار حزب التجمع بالجهة إلى فئتين، الأولى يقودها محمد الحراثي، المنسق الجهوي للحزب، وتدعو إلى تأجيل تنظيم الجامعة إلى ما بعد اللقاء بصلاح الدين مزوار، رئيس الحزب، بغية التنسيق معه، ومطالبته بالإشراف على استكمال تشكيل هياكل الحزب بإقليمسيدي قاسم، والحرص على أن ترى المنظمات والقطاعات الموازية النور في أقرب الآجال، والاستجابة لبعض المطالب التي طفت على السطح مباشرة بعد إحداث إقليمسيدي سليمان، حيث دعا التجمعيون بهذا الإقليم إلى تنصيب منسق للحزب، حتى يتسنى لهم العمل وبناء الهياكل، حسب المساطر المعمول بها، لضمان تمثيلية قوية بالجامعة، بدل السعي نحو إقصائهم، ومنعهم من حضور أشغال الجامعة، التي يعتبرونها لبنة أساسية لبناء حزب حداثي يعكس مشروع الإصلاح والتصحيح، وفق ما جاء في وثيقة داخلية وجهت إلى مزوار بهذا الخصوص. وأضاف أنصار هذا الاتجاه، بينهم أعضاء بالمجلس الوطني واللجنة المركزية للحزب، ومستشارون جماعيون، ومسؤولو بعض الفروع، أن تمسكهم بقرار التأجيل نابع من رغبتهم في تحسيس وإشراك كافة المناضلين والمناضلات كقاعدة قوية متشبثة بحزب الأحرار وتدافع عن سياسته، وتهيء أرضية عمل من خلال لقاءات محلية وإقليمية وجهوية تشرح مفهوم الجهوية، تماشيا مع السياسة الجديدة لحزب التجمع، خاصة في ظل عدم توصل القائمين على شؤون الحزب بالجهة بمراسلة رسمية لها علاقة بتشكيل الجامعة الجهوية، وطبيعة نصوصها التنظيمية، مطالبين رئيس الحزب بعقد لقاء عاجل لتسوية الخلافات العالقة. فيما يلح آخرون، ويتزعمهم البرلماني إدريس الكيسي، ومحمد مهاجر، منسق الحمامة بإقليمسيدي قاسم، على ضرورة عقد الجامعة الجهوية نهاية هذا الأسبوع، حيث عقدوا لقاء مع رشيد الطالبي، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، وبادروا إلى توزيع استدعاءات الحضور لهذا النشاط، الذي ستحتضنه مدينة القنيطرة، رغم المعارضة الشديدة لانعقاده في ظل هذه الظروف، خاصة من طرف المنسق الإقليمي للحزب بالقنيطرة، الذي وجه رسالة إلى باشا المدينة، توصلت «المساء» بنسخة منها، ليؤكد للسلطات أن حزبه لا ينوي تنظيم أي نشاط جهوي، وأن جميع أنشطة الحزب أجلت إلى حين، محذرا إياها من التعامل مع أي جهة تفتقر إلى شرعية التحدث باسم التجمعيين في الجهة.