ترتبط صورة الرياضيين في ذاكرة المتتبعين بما يقدمونه من أداء فوق أرضية الميدان، وما يحققونه من ألقاب، لكن خلف هذا الوجه الرياضي، هناك وجه آخر خفي. في هذه السلسلة من الحوارات تقدم «المساء» للقارئ ما لا يعرفه عن الرياضيين. - متى بدأت علاقتك بالحصان؟ < في سنة 1996 تابعت أطوار «الفانطازيا» في موسم بوسكورة ضواحي الدارالبيضاء، قررت أن أركب الحصان وأشارك في التبوريدة، إلى جانب فرسان قدموا من مختلف مناطق المغرب، ولأنني أنتمي في الأصل إلى قبيلة أولاد السي بنداود ضواحي مدينة سطات، فإنني قررت أن أتحول إلى لاعب في ميادين الفروسية، رغم أن البعض اعتبر هذا القرار مجرد إعجاب عابر، قد ينتهي بنهاية موسم بوسكورة، لكنني كنت مصمما على الانتماء إلى فئة الفرسان والانخراط في هواية ارتبطت بالبادية التي أعشقها ولا أنسى أصولي وانتمائي إليها. طبعا كانت البداية صعبة؟ < نعم، لا شيء يمكن أن نصنفه في خانة السهل، لكن إذا كان الطموح حاضرا والعزيمة قائمة فإن الإنسان يصل إلى المبتغى، لقد طلبت من الفرسان الذين سبقوني في ترويض الحصان أن يمدوني بالمعلومات الكافية حول هذه الهواية الرائعة، ومع الاقتراب أكثر ممن سبقونا في المجال كونت فكرة راسخة، وازددت تعلقا بالحصان الأصيل. - ما هي أول مشاركة رسمية للعلالي في مهرجان للفروسية؟ < قبل أربع سنوات خلت في موسم التبوريدة لمديونة، قررت أن أنضم لفرقة من سيدي حجاج، على سبيل الإعارة (يضحك) لم أشعر بأي تخوف وكنت حريصا على أن أكون في مستوى الحدث، رغم أن البعض شكك في قدراتي، وكما يعرف الضالعون في التبوريدة فإن المبتدئ يتم وضعه في طرف الصف الأيمن أو الأيسر، لكنني كنت واثقا بأنني سأتحول مع مرور الوقت إلى عميد، أو ما يعرف في قاموس «لباردية» بالعلام أي القائد الذي يقود المجموعة، وككرة القدم أصبحت عميدا للفرسان محققا أمنية راودتني طويلا. - لكن هل تشعر بأن الفروسية تأخذك من كرة القدم؟ < بين الفروسية وكرة القدم أشياء عديدة مشتركة كالعزيمة والإقدام والشجاعة والقيادة والرغبة في الزعامة، لهذا قررت أن أحول هذه القيم إلى هواية التبوريدة، اشتريت اللوازم وأصبحت أفهم في أصناف الخيول ومميزاتها وخصائصها، بل إنني كونت صداقات مع العديد من المهتمين بالخيول من مختلف ربوع المغرب، والغريب أن البعض يفاجأ حين يعلم بأن العلالي اللاعب تحول إلى علام. - الزاكي أيضا يمارس نفس الهواية؟ < نعم أعتقد أن هذه الهواية لها جاذبية غريبة ما إن تقترب منها حتى تصبح مسكونا بالخيول، فلا ترتاح إلا إذا سمعت صهيله، أما الزاكي فأعتقد أن هواية الغوص في الأعماق تستهويه أكثر من أي هواية أخرى. - لديك هوايات أخرى ترتبط بطقوس البادية المغربية؟ < نعم أنا مهووس بكل ما هو شعبي لأنني ابن الشعب وسليل الطبقة الكادحة، لهذا تطربني «السواكن» و»العيوط» وأردد الأغاني التي تتغنى بالفرس والبادية والشهامة. - غنيت مع فرقة مسناوة مجموعة من الأغاني؟ < أنا لست مجرد مغني يردد كورال مسناوة، الفرقة الحريصة على التراث المغربي الأصيل، بل إن علاقتي بأفرادها جعلت بيتي في كثير من المناسبات مقرا لجلسات السمر، حيث أقوم بين الفينة والأخرى بكتابة الزجل الذي يتحول إلى مقاطع قابلة للغناء، ولا يمكن أن أسافر دون أن أحمل في حقيبتي أشرطة لمسناوة التي أعشق رائعتها «عودي لزرك»، كما يعجبني المطرب الشعبي الصنهاجي. كيف تستطيع التوفيق بين سمر أهل الغناء والطرب والتركيز على المباريات؟ كرة القدم هي مصدر عيشي، لكن هوايتي مجرد رغبة في ملء الوقت الثالث، لا يمكن أن أسهر مع فرقة غنائية إلى ساعة متأخرة من الليل وأنا أعرف بأنه تنتظرني مباراة مع فريقي، لكن حين أكون متفرغا فلا بأس من الالتقاء بأصحاب الحال. - في فترة من الفترات كنت رئيسا لفريق لكرة القدم النسوية؟ < نعم، مارست التسيير وكنت رئيسا لفريق اتحاد سيدي عثمان لكرة القدم النسوية، وفي عهدي كان الفريق متألقا يحصد الألقاب، كما أقمت نظاما احترافيا للفريق وأصبحت اللاعبات تتوفرن على الحاجيات الضرورية للممارسة، إضافة إلى أنني الوحيد من بين الرؤساء الذي قرر إقامة معسكر صيفي إعدادي للفريق في منطقة طماريس، قبل أربع سنوات وكنا نتدرب باستمرار وفي اليوم الختامي أقمنا حفلا رائعا، كان الهدف من المخيم الرياضي خلق الانسجام بين مكونات الفريق. - لكن يبدو أن الشابة الداودية سحبت البساط منك؟ < لا أبدا، المطربة الداودية أرادت أن تجعل الكرة مطية للوصول إلى الشهرة، أما العلالي فلم تكن لديه أية أطماع بل، بالعكس أنا من يقدم الدعم للفتيات ولأسرهن، ثم إن المغنية الشعبية الداودية سرعان ما رحلت وتركت الفريق عرضة للضياع.