هذه الصورة أخذت في شهر يناير من سنة 1960 وهي تؤرخ للزيارة التاريخية التي قام بها الملك الراحل محمد الخامس إلى مكةالمكرمة، الصورة التي تظهر فيها الأميرة لالة أمينة، وهي لم تتجاوز ست سنوات، لها رمزية أساسية في حياة محمد الخامس، إذ ستكون آخر زيارة للملك إلى الأراضي المقدسة، قبل أن ينتقل إلى جوار ربه في سنة 1961. عن هذه الصورة التاريخية، يقول محمد مرادجي:«أحب هذه الصورة لأنها تذكرنا بفرحة الصورة التي أخذتها في مدغشقر لحظة ميلاد الأميرة لالة أمينة أثناء نفي الأسرة الملكية ما بين سنتي 1953-1955». وكانت السلطات الفرنسية قد عمدت إلى إبعاد السلطان محمد الخامس عن العرش بعدما رفض الإصلاحات المزعومة التي باشرتها سلطات الحماية، وعلى إثر فشل المفاوضات مع سلطات الحماية، وهو ما لم يترك للاستعمار من حل سوى إبعاد الملك محمد الخامس، إذ اتخذ الجنرال غيوم قرارا بتنحية سلطان المغرب. وباتفاق مع الحكومة الفرنسية، أبعد محمد بن يوسف عن المغرب يوم 20 غشت 1953 على الساعة الثالثة بعد الزوال، حيث أقل هو وعائلته في طائرة عسكرية باتجاه كورسيكا، قبل أن ينقل من جديد، يوم 2 يناير 1954 إلى مدغشقر. وخلال فترة المنفى التي دامت من 20 غشت 1953 إلى 16 نونبر 1955، كان ولي العهد، آنذاك، مولاي الحسن مرافقا لمحمد بن يوسف في كل اللقاءات التي كان يجريها، بصفته مستشارا، إلى جانب مشاركته في كل المفاوضات التي تمت بكورسيكا ومدغشقر وأيضا في النقاشات الرسمية وغير الرسمية.