كشف أطباء مشاركون في قافلة طبية، نظمت نهاية الأسبوع المنصرم ببلدية فم الحصن التابعة لعمالة إقليم طاطا، عن كون الأطفال الذين عرضوا على الفحص الطبي بالقافلة يعانون من نمو غير طبيعي، كما اكتشفوا ارتفاعا في عدد المصابين بالروماتيزم خاصة في صفوف كبار السن. وأرجع الأطباء أسباب النمو غير الطبيعي للأطفال بالمنطقة إلى نوعية الأكل الذي يتناوله الصغار وافتقاره في الغالب الأعم لمعظم المكونات المساعدة على النمو، وإلى غياب التوازن الغذائي وعدم انتظام الوجبات اليومية، في ما أرجعه البعض الآخر إلى أسباب أخرى وثيقة الصلة بالعوامل الوراثية وإلى الظروف المناخية بالمنطقة، كما أكد المتحدثون على أن ارتفاع أعداد المصابين بالروماتيزم يعود لأسباب تتعلق بالتقدم في السن ونقص في المواد المقوية للعظام، وإلى تغير في العادات والسلوكيات اليومية، وخاصة ما يتعلق منها بالإفراط في الأكل وقلة الحركة. وبخصوص الأهداف المتوخاة من القافلة الطبية بالمنطقة، أوضح محمد الضور، رئيس المجلس الحضري لبلدية فم الحصن، أن الهدف من القافلة الطبية إنساني بالأساس، ويتمثل في تقريب الخدمات الطبية من عموم مواطني المنطقة والمحتاجين الذين يعيش أغلبيتهم في حالة مادية مزرية، مؤكدا في تصريح ل»المساء» على أن «الخدمات التي قدمتها القافلة لا يمكن الوصول إليها بسهولة من طرف السكان، بسبب غيابها عن المنطقة، زيادة على أن أقرب مستشفى متوسط يتواجد بمدينة بيزكارن على بعد 110 كلم من فم الحصن، وهو مستشفى غير متوفر على الخدمات الاختصاصية التي جاء من أجلها أطباء جمعية العمل الاستعجالي»، واستطرد الضور قائلا «إن عدد أفراد الطاقم الطبي المشرف على هذا المستشفى المتنقل وصل إلى 43 فردا، بينهم 31 طبيبا اختصاصيا و12 ممرضا ومساعدا وتقنيا»، ومشيرا إلى أن «مصادقة المجلس الحضري في دورته الأخيرة على اتفاقية الشراكة الموقعة مع جمعية العمل الاستعجالي، ستمكن من ضمان استمرارية هذا العمل الإنساني، عبر تنظيم عمليتين في السنة، واحدة في شهر أكتوبر والأخرى في شهر مارس من كل سنة». إلى ذلك، ومقارنة مع حملات طبية مماثلة، كشف أطباء بالقافلة عن قلة عدد المصابين بالأمراض التعفنية العادية، وخاصة ما يتعلق بأمراض اللوزتين والأذن على عكس ما يتم اكتشافه عادة بحملات مماثلة، وأكدوا بأنهم وقفوا على انخفاض في عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم، كما سجلوا غيابا مطلقا لأية حالة ربو بالمنطقة. وقد زاد عدد المستفيدين من فعاليات القافلة الطبية التي نظمتها بلدية فم الحصن بتنسيق مع جمعية العمل الاستعجالي، وبشراكة مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن ووكالة الجنوب وعمالة طاطا ومندوبية الصحة، عن 1000 شخص ينحدر أغلبهم من النفوذ الترابي للجماعة، واستهدفت سكان المنطقة من المعوزين وذوي الحاجة، الذين استفادوا جميعا من فحص مجاني وتسلموا أدوية خاصة بعدد من الأمراض المستشرية في صفوفهم، كما شملت الحملة عددا من الدواوير، منها دواوير (إمي أكادير، تيغيرت، إشث، إمي ووتو، تنزيضا)، وقد شمل الفحص الطبي عدة تخصصات من بينها طب العيون والجراحة الخفيفة، والقلب والشرايين، وطب النساء والأطفال وغيرها.