يبدو أن قسم الولادة بمستشفى مولاي عبد الله بمدينة المحمدية يسير على هوى بعض أفراد طاقمه الطبي دون اعتبار لمعاناة الحوامل وأقاربهن، فقد وفدت على «المساء» عدة شكايات بخصوص الإهمال والعنف الذي تلقاه الحوامل وأقاربهن بمجرد دخولهم مصلحة الولادة. ولعل أبرز ما اقترف من تسيب وظلم في وجه الحوامل، كان ضد امرأة حامل قروية مطلقة حلت رفقة والدها الفقير من ضواحي المدينة، حيث تعرضا حسب شكاية والدها، أحمد موغية، التي توصلت بها «المساء»، لكل أنواع الإهمال والاحتقار إلى درجة كاد معها أن يشهد احتضار ابنته ووليدها فوق أرض المصلحة. فقد جاء في الشكاية أنه بتاريخ 17 يونيو 2010، ولج رفقة ابنته الحامل مصلحة الولادة بمستشفى مولاي عبد الله، قادمين من منزلهما بجماعة المنصورية التابعة لإقليم ابن سليمان والمطلة على مدينة المحمدية، وكله أمل في أن تجد ابنته التي كانت تتألم بفعل آلام المخاض، الرعاية الكاملة لوضع وليدها، لكنه فوجئ بمسؤولي المصلحة يرفضون استقبال ابنته بدعوى أن موعد الإنجاب لازال متأخرا، فما كان منه إلا الخضوع لأوامرهم، رغم أن ابنته كانت تتألم بفعل آلام المخاض. فعاد بها إلى بلدته الصغيرة، ليعرج بها على مستوصف المنصورية، على متن سيارة عادية، قاطعا مسافة تزيد على 24 كلم ذهابا وإيابا، وعندما فحصها طبيب المستوصف، وجد أنها في مراحل متأخرة من الوضع، فأمر بالإسراع بإدخالها مصلحة الولادة بالمحمدية، مرفوقة بشهادة طبية تثبت حالتها المستعجلة، ليتم نقلها من جديد على متن سيارة عادية إلى مصلحة الولادة بمستشفى مولاي عبد الله، وملابسها كلها مبللة بماء رحم الولادة، لكن مسؤولة الاستقبال بالمصلحة رفضت استقبالها مرة ثانية بدعوى أن فترة الوضع مازالت بعيدة. وأضاف أنه عندما أمد المشرفة بالشهادة الطبية التي منحها له طبيب مستوصف المنصورية، كان جواب المسؤولة جوابا لا يليق بمهنة الطب ولا بمسؤولة في الاستقبال، حيث قالت له «تبخر بها». وأضاف أنه اضطر إلى الانتظار وابنته ملقاة على الأرض تترنح من الساعة الحادية عشرة صباحا إلى الثالثة بعد الزوال، وأن لا أحد رق لحالها، فتدهورت حالتها إلى درجة الإغماء من كثرة الألم، فأسرع بنقلها إلى مصحة خاصة بحي الحسنية بالعالية بالمحمدية، لتنجب الحامل بعد عملية قيصرية بالمصحة الخاصة. علما أنه لا يملك مصاريف المصحة الخاصة. وقال الوالد إنه بعد طلاق ابنته قام بإيوائها داخل منزله الضيق، وأنه لا يتوفر على التغطية الصحية ولا على دخل قار، ويعيش معه والده ذو المائة سنة وأمه في السبعين من عمرها ولا يتوفرون على تغطية صحية، وأنه هو من يشتري لهما الدواء للأمراض المزمنة، كذلك تعيش معه ابنة أخيه المتوفى. وطالب بتعويضه عن المصاريف التي صرفها في المصحة الخاصة والتي اقترضها من بعض أقاربه.