هذه خمس حالات فقط من الحالات الصعبة والصادمة التي تعيشها أقسام الولادة بالمغرب. لكن حالات الحمل الصعبة التي ترد على مستشفيات المغرب تمثل نسبة تتراوح ما بين 10 إلى 15 في المائة من مجموع الولادات التي تسجلها وزارة الصحة. وبالرغم من أن الأطباء عادة ما يؤكدون بأن هذه الحالات يمكن السيطرة طبيا عليها شريطة توفر الظروف والإمكانيات، فإن نسب وفيات النساء الحوامل لا يزال يسجل ارتفاعا كبيرا في المغرب. ويرى الدكتور عبد العالي ملهوف، طبيب مختص ومسؤول بقسم التوليد بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، بأن هذا الوضع مرتبط بتدني مستوى التعليم لدى فئات واسعة من المجتمع المغربي، وتدهور الأوضاع الاجتماعية لأغلب الأسر المغربية. راعية غنم تفقد جنينها في بطنها باشرت فرقة متعددة الاختصاصات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس يوم الأربعاء الماضي عملية إنقاذ حياة راعية حامل تعرضت لحادث انهيار حافة جبل عليها، ما نجم عنه إصابتها بجروح غائرة على مستوى الرأس وكسور على مستوى الوجه وأخرى على مستوى الفخذ، وم،ت جنينها وهو في بطنها. وسيكون على هذا الفريق معالجة كسور المرأة الشابة، وذلك إلى جانب استخراج جنينها الميت. وسيجد هذا الفريق صعوبة في إخراجه عبر عملية توليد طبيعية، بالنظر إلى الكسور التي لحقت بالراعية على مستوى الفخذ. وسيدفع هذا الوضع الأطباء إلى إجراء عملية توليد قيصرية لهذه الراعية من أجل استخراج جنينها الذي لم يصل بعد في بطن أمه إلى شهره السادس. ويقول الدكتور عبد العالي ملهوف، اختصاصي ومسؤول بقسم الولادة بالمستشفى الجامعي بفاس، إن الأطباء يتفادون مثل هذه العمليات لأنها تؤثر على وضعية الرحم في الولادات اللاحقة. «فاطمة» لم تكن تدري أنها في صباح يوم الأربعاء الماضي ستتعرض ل«حادثة» وهي تهش بعصاها على غنمها في طبيعة بادية تاونات. وبمجرد ما اقتربت أغنامها من أعلى الجبل تهاوى سفحه بينما كانت هي في الأسفل تراقب قطيعها وتؤنس وحدتها بجنينها. ويقول الدكتور ملهوف إن المستشفيات بالمغرب تستقبل حالات عدة من الحمل صادمة. ويرى بأن هذه الحالات تنتهي، في أغلبها بوفيات سواء في صفوف الأمهات أو الأطفال، أو في صفوفهما معا. ويربط ارتفاع معدل الوفيات الذي يسجل في صفوف النساء الحوامل بالمغرب بضعف الوعي وتردي الأوضاع الاجتماعية. ويؤكد بأن عددا كبيرا من هذه الحالات كان من الممكن تفاديه لو تم اللجوء إلى الطبيب في الوقت المناسب. فقيه يجهز على حامل لطرد الجن من جسدها ومن الحالات الصادمة التي وردت على المستشفى الجامعي بفاس، حالة امرأة في سن 18 سنة من إحدى قرى تاونات، وهي تحتضر من شدة الضربات التي تلقتها من يد فقيه أملت فيه عائلتها أن يخرج منها الجن الذي حل بها وهي في آخر أيام حملها. فقد تعرضت هذه الشابة لنزيف حاد بسبب مرض الصرع الذي ينتاب في بعض الأحيان النساء الحوامل. وتعرضت للغيبوبة، فاعتقدت عائلتها بأن الجن قد سكن جسدها، وقصدوا «عيادة» الفقيه الذي بدأ يتلو عليها بعض الآيات القرآنية، قبل أن يمر إلى كلمات وجمل لا يفهمها «العوام»، ثم تتطور الأمور إلى استعمال عصا غليظة كانت تحل بمختلف أنحاء جسد المرأة وهي حامل بغرض إخراج الجن منها. لكن عندما يئس الفقيه ولاحظ بأن الحامل تدهورت حالتها أكثر وازداد نزيفها، طلب من عائلتها أن تنقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي بفاس، وقبل أن تدخل سيارة الإسعاف الباب الرئيسي للمستشفى لفظت «حياة» آخر أنفاسها وانتقل معها جنينها إلى عفو الله. ويورد الدكتور ملهوف بأنه كان من الممكن إنقاذ هذه الشابة لو وفدت على الأطباء في الوقت المناسب، موضحا بأن مثل هذه النوبات وبالرغم من حدتها وخطورتها في بعض الأحيان إلى أنها معروفة في الوسط الطبي بأنها ملازمة لحالات من الحمل ويمكن السيطرة عليها بالإمكانيات التقنية والطبية والصيدلية المتوفرة. خمسة مواليد «دقة» واحدة ومن الحالات النادرة التي وفدت على المستشفى الجامعي بفاس، حالة امرأة حامل جاءت في وقت متقدم من الحمل دون دفتر طبي وأدخلت إلى غرفة التوليد مباشرة. ندرة هذه الحالة تكمن في أنها فاجأت الجميع بالولادة الأولى بشكل طبيعي، ثم الثانية والثالثة والرابعة والخامسة. وبالرغم من أن الوضع تم في ظروف عادية، إلا أن حياة الصغار لم تدم طويلا بعدما وضعوا في حاضنات وهم في شهرهم السادس. وتوفوا الواحد تلو الآخر. ويؤكد الدكتور ملهوف بأنه لو قصدت هذه المواطنة الأطباء منذ بداية الحمل، لتم الكشف عن وضعها ولتم اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمساعدتها على وضع أطفالها في ظروف مريحة واحتمالات حياة أكبر بالنسبة لهم. ومن الحمل ما كذب ومن الحمل ما كذب. وهذه هي بالضبط حالة امرأة اعتقدت أنها حامل بعدما انقطعت عنها عادتها الشهرية وبدأت بطنها في الانتفاخ، إلى أن بلغت شهرها التاسع، وأحست كما تحس الحوامل بآلام المخاض، فقصدت المستشفى الجامعي. لكن حيرة الأطباء ستكون كبيرة، عندما كشفوا للمرة الأولى عما في بطنها دون أن يجدوا أي جنين. وأعادوا الكرة لمرات ومرات، وتأكدوا بعدها أن حمل هذه السيدة كاذب. لكن كيف يمكن للطبيب أن يقنع امرأة لم يسبق لها أن خضعت لكشوفات طبية منذ بدء حملها بأنها غير حامل؟ كيف سيمكن إقناع محيطها بأن انتفاخ البطن وانقطاع العادة الشهرية وغيرها من مؤشرات الحمل كلها خاطئة وتنم عن حمل بسيكولوجي؟ إنها من أصعب المهمات، يقول أحد الأطباء، لأن الحامل لا تصدق بسهولة في وقت كانت تعيش فيه ولمدة تسعة أشهر مؤشرات حمل حقيقية. ويشير الدكتور ملهوف إلى أن الحمل الكاذب عادة ما يظهر في أوساط نساء تزوجن في وقت متأخر من عمرهن أو تأخرن عن الإنجاب، ويوضح بأن من شأن زيارة الطبيب منذ ظهور الأعراض الأولى للحمل أن يزيل كل الشكوك حول صحة الحمل من عدمها. ولادة على متن سيارة أجرة على أن حالة «سعاد» تعد من الحالات التي استنفرت أحد أطقم قسم الولادة بالمستشفى منذ حوالي أسبوع، فقد وفدت هذه المرأة على المستشفى وهي في حالة مخاض شديد، على متن سيارة أجرة صغيرة، ولم تكن مرافقة بأي أحد من أفراد عائلتها. وقبل أن يصل الطاكسي إلى البوابة الرئيسية للمستشفى وضعت مولودها وهي على متن السيارة. وأبلغ قسم الولادة بالحادث، وخرج فريقه إلى الشارع العام لإتمام التدابير الطبية للولادة، قبل أن يدخل المولود ووالدته إلى المستشفى ويتم إعداد الوثائق الطبية اللازمة لهما.