أكثر من ساعتين قضاهما زميلنا كريم سلماوي، عضو هيئة تحرير يومية المساء، أمس الاثنين، في ضيافة «المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء للتحقيق معه في قضية الصورة التي التقطها، مؤخرا، لعميد الأمن الممتاز لحبيب الخراف وهو يعنف فتيحة حداد، زوجة معتقل سلفي، وهي تحمل طفلها بلال فوق ظهرها، خلال وقفة احتجاجية أمام سجن عكاشة. وتركزت أسئلة المحققين الأربعة حول خلفية نشر هذه الصورة وحول ما إذا كانت للزميل سلماوي نية مبيتة من وراء النشر، مؤكدين له أن تلك الصورة استغلها نظام القاعدة وتسببت في تعرض العميد إلى تهديدات من طرف الجماعات الإرهابية. وقال أحد المحققين للزميل سلماوي إن المغرب يمكن أن يعيش بدون صحافة لكنه لا يمكن أن يعيش بدون أمن. وتركزت أسئلة المحققين مع مصور «المساء» أيضا حول علاقته بالمواقع الجهادية التي أعادت نشر الصورة فيما بعد، وإن كان سلماوي هو من سلم الصورة لها، كما دارت أسئلة المحققين حول ما أسموه النية المبيتة في التقاط الصور. من جهة أخرى، شمل التحقيق السيرة الشخصية والمهنية لكريم سلماوي بكل التفاصيل انطلاقا من أفراد عائلته ووصولا إلى أرقام حساباته البنكية، كما وجه له المحققون أسئلة حول جميع الرحلات الخارجية التي قام بها سواء منها التي كانت في إطار العمل أو الرحلات السياحية. جواب سلماوي كان واحدا عن جميع الأسئلة، وهو أن الصورة تعكس حقيقة ما وقع وأن النية المبيتة غير موجودة وأن الصحافي ليس مسؤولا عن توظيف أو تأويل الآخرين لعمله، وإلا ستتوقف حركة الحياة لأن هناك دائما من سيوظف أي فعل إنساني... مجريات التحقيق كشفت عن «مواهب» خاصة في فن التصوير يتمتع بها أفراد الفرقة الوطنية للشرطة القضائية الذين فتحوا تحقيقا في موضوع الصورة بعد حديث مواقع إلكترونية عن وجود تهديدات للعميد الممتاز بالانتقام منه، وهي التهديدات التي رفضتها جمعية النصير التي تدافع عن المعتقلين في ملف السلفية الجهادية وأصوات أخرى عديدة.