خرج سكان سيدي إفني في مسيرة احتجاجية سلمية أمس الخميس حاملين الأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس، مطالبين بفك الحصار عن مدينتهم المنكوبة وبإطلاق سراح المعتقلين على خلفية أحداث السبت الماضي التي سقط خلالها جرحى ومصابون بعد التدخل العنيف لقوات الأمن من جهة أخرى نفذ سكان مدينة سيدي إفني، أمس الخميس، إضرابا عاما شل الحركة الاقتصادية والاجتماعية بالمدينة، احتجاجا على استمرار الطوق الأمني المضروب على مختلف الأزقة والأحياء بالمدينة، وأغلقت بموجب ذلك المحلات التجارية أبوابها، وامتنع أرباب سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة عن نقل المواطنين لقضاء مآربهم الخاصة، كما أغلقت الصيدليات ونوادي الأنترنت والمقاهي، ولم يتمكن عدد كبير من تلاميذ المؤسسات التعليمية من الالتحاق بالأقسام، بسبب حالة التعبئة العامة التي واكبت الإعلان عن الإضراب، وبسبب خوف الأهالي من إصابة أبنائهم بمكروه نتيجة لذلك، ولم يستثن من الإضراب إلا بعض موظفي الإدارات العمومية بكل من الباشوية والبلدية والمستشفى المحلي للمدينة. وأشارت مصادر «المساء» إلى أن أعوان السلطة المحلية عمدوا، ليلة الأربعاء الخميس، إلى حث المواطنين على فتح المحلات التجارية، وتهديد المستجيبين لحركة الإضراب العام، التي لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنها، واستنادا إلى المصادر ذاتها فإن «حركة الإضراب ستتواصل إلى حين جلاء القوات عن المدينة، والسماح لأبنائها بالتحرك داخلها دون قيود». وفي سياق الأحداث المتصاعدة بالمنطقة ضد الطوق الأمني المضروب على المدينة، نظم مئات المواطنين المنحدرين من منطقة إفني -آيت باعمران، صباح أمس، وقفة احتجاجية أمام المكتب الإداري لخليفة القائد بالسوق الأسبوعي لجماعة تيوغزة (28 كلم عن مدينة إفني)، وقالت مصادر من عين المكان إن المتظاهرين رفعوا شعارات منددة بحصار المدينة، وطالبوا برحيل القوات التي تحاصرها في أقرب الآجال، كما جاب المحتجون أرجاء السوق الأسبوعي حاملين الأعلام الوطنية ولافتات احتجاجية. وأفادت المصادر بأن «قوات الدرك الملكي المتواجدة بكثافة في السوق الأسبوعي والطرق المؤدية إليه، اكتفت طيلة التظاهرة بمراقبة الوضع من بعيد ولم تتدخل لتفريق المظاهرة التي استمرت من الساعة العاشرة والربع إلى الحادية عشرة و45 دقيقة، لكن الوضع تغير بعد نصف ساعة من انتهائها، حيث أفادت مصادر من عين المكان بأنه صدرت أوامر من القيادة المشرفة على القوات المتمركزة بالمنطقة تقضي باعتقال المتظاهرين على الفور، وهو ما أدى بهم إلى الهروب أفرادا وجماعات إلى الجبال المحيطة بجماعة تيوغزة، على غرار ما فعله زملاؤهم بإفني، ولا زال الوضع مرشحا للتوتر بناء على المعطيات التي ترد تباعا من عين المكان. إلى ذلك، منع باعمرانيون بمدينة «آسا»، أول أمس، عددا من انفصاليي الداخل من المشاركة في التظاهرة التي نظمت بالمنطقة تضامنا مع ساكنة إفني، وذلك بسبب رفض المنظمين استغلال جبهة البوليساريو للحدث في تصفية حسابات سياسية مع المغرب، كما أفادت أنباء واردة من مدينة العيون أن السلطات المحلية رخصت لتظاهرة تضامنية تعتزم فعاليات مدنية تنظيمها صبيحة الأحد.