خرج وصيف نسخة كأس العالم لعام 2006 بألمانيا، المنتخب الفرنسي، خاوي الوفاض من مشاركته المونديالية بجنوب إفريقيا، بعدما أنهى مشاركته في المجموعة الأولى بإقصائه، وعودته إلى فرنسا بنقطة واحدة حصل عليها في مباراته الأولى ضد منتخب الأوروغواي وهزيمتين أمام كل من منتخب الأولاد منتخب جنوب إفريقيا ومنتخب المكسيك، وهي المجموعة التي شهدت تأهل الأوروغواي والمكسيك إلى دور سدس عشر نهاية منافسات كأس العالم، وشكلت المشاركة الفرنسية حبرا دسما للصحافة العالمية بعد المشاركة الكارثية التي غلبت عليها الفضائح. فقبل ضربة البداية علقت وكتبت وسائل إعلامية عن وجود زلزال داخل المعسكر التدريبي للديكة، وهو المعسكر الذي يشبه إلى حد ما قاعدة عسكرية للمارينز لا يدخلها إلا من يحمل رتبة كبرى في الجيش، قبل أن ينفجر الوضع بطرد أنيلكا من المنتخب بداعي إهانته للمدرب رايموند دومنيك بكلمات نابية تسب أمه جرماين، وبعد ذلك أضرب اللاعبون عن التدرايب تضامنا مع أنيلكا، قبل أن تقرر مجموعة من اللاعبين عدم المشاركة في المباراة الأخيرة التي انهزم فيها المنتخب الفرنسي بهدفين مقابل هدف واحد ضد منتخب جنوب إفريقيا، الذي دخل كتاب غينيس لكونه أول منظم لنهائيات كأس العالم لا يبلغ دور سدس عشر النهاية. لكن فضائح المنتخب الفرنسي لن تقف عند هذا الحد بل ستتعدى ذلك لتصل إلى المدرب دومنيك، الذي ترفع عن مصافحة البرازيلي بيريرا في تصرف يكشف عن قلة أدب هذا المدرب، مبررا تصرفه، على حد تعبير المعد البدني للمنتخب الفرنسي، بتصريحات لبيريرا كشف فيها أن منتخب الديكة لا يستحق أن يكون ضمن المنتخبات ال32 المشاركة في نهائيات كأس العالم الحالية. وحتى يظهر لاعبو المنتخب الفرنسي بصورة الأبطال أمام الشعب الفرنسي، الذي يطالب بفتح تحقيق نزيه وكشف المستور، قرروا، وبالإجماع، رفض أي سنتيم مقدم من الاتحاد الفرنسي كمنحة عن العقود الاستشهارية المبرمة بين الاتحاد الفرنسي ومجموعة من الشركات الراعية للمنتخب الفرنسي، والتي تصل إلى 300 ألف اورو للاعب الواحد، وهي الشركات ذاتها التي تفكر في وقف حملاتها الدعائية التي تستخدم صورة منتخب فرنسا خشية على سمعتها، وبعدما قرأت مقالات تلخص مشاركة الديكة ب»نهاية رحلة الجحيم».