مدينة الميناء، مدينة التعدد والتنوع. تلك هي الدارالبيضاء، بعظمتها وشموخها، وبفسيفسائها التي تجمع زخما من الشعوب والثقافات المختلفة، فضلا عن إيقاعها الجامح، وأحيانا لياليها الهادئة، تستقبل الدورة السادسة لمهرجان تخلى عن اسمه القديم «كازا موزيك»، ليسم نفسه باسم المدينة. هذا المهرجان الذي دأب على استقطاب 11 مليوناً من المشاهدين، يعقد دورته الجديدة ما بين 15 و18 يوليوز المقبل، وهو من تنظم جمعية «منتدى الدارالبيضاء»، بمشاركة نجوم من عالم الغناء من المغرب ومن الخارج. وتحتل الموسيقى المغربية المركز الأول، وستشارك أزيد من 22 مجموعة وطنية، ولمرات متكررة. وهناك سهرتان استثنائيتان للمجموعات الأسطورية لسنوات السبعينيات، «ناس الغيوان»، «جيل جيلالة» و«لمشاهب»... وقال المنظمون، خلال لقاء صحافي عُقِد، خلال هذا الأسبوع، في الدارالبيضاء لتسليط الضوء على فقرات هذه التظاهرة، إن دورة هذه السنة، التي تتوخى تجسيد قيم الجرأة والإبداع والقرب والاكتشاف والتنوع، ستتميز بحفلها الافتتاحي، الذي سيقدم شخصياتٍ خياليةً وسحرية في وسط المدينة. وأضاف منظمو التظاهرة أن برنامج المهرجان يتضمن كذلك أمسيات لفنانين معروفين على الصعيدين الدولي والوطني، من بينهم على الخصوص، نجم موسيقى «الراكا»، شين بول، و«ميكس ماستر مايك» و«أوكسمو بوتشينو» و«ميسي أليوت» و»بيت أسايان» و«مسلم» و»لي فيلدرز» و«في في براون»... وبخصوص المشاركة العربية، أكد المنظمون على أهمية مشاركة فنانين عرب، كهيفاء وهبي وجاد شويري. أما بالنسبة إلى عشاق الموسيقى المغربية، فستعرف هذه الدورة -حسب المنظمين- مشاركة مجموعات لها مكانتها لدى الجمهور البيضاوي ك«ناس الغيوان» و«لمشاهب»، إلى جانب عبد الرحيم الصويري وحاتم إيدار وليلي البراق، علاوة على فناني التراث الشعبي، أمثال الداودي وعبد العزيز الستاتي وسعيد الصنهاجي، حادة وعكي، الزهراوي، وكذا مجموعات من الجيل الجديد («مازاكان»، «جيل الصحراء»، و»رباب فوزيون»)، والفائزون ب«أستوديو دوزيم» لهذه السنة. وسيرا على نهجهم في تكريس الطابع العالمي لمدينة الدارالبيضاء وتعددها الثقافي، أشار المنظمون إلى برمجة مجموعة من الأنشطة الفنية في العديد من أحياء المدينة تتوخى فتح المجال الحضري أمام سكان هذه المدينة وتثمين ذاكرتها. ويتضمن البرنامج الثقافي لهذه التظاهرة تنظيم معارض فنية وأمسيات شعرية وقراءات قصصية، وكذا عروض للفيديو وورشات للعمل الإبداعي والرقص ونزهات للعب والثقافة، عبر كل أنحاء المدينة. وحسب المنظمين، فقد تقرر خلال هذه السنة إقحام كل أماكن المدينة، ضمن برنامج فني متعدد وطموح أُطلِق عليه «نزه فنية»، فقد قرر منظمو المهرجان هذه السنة أن يقتحموا كل أماكن المدينة، عبر برنامج فني متعدد وطموح، من المأمول تطويره أكثر في الدورات القادمة، كما جاء في الندوة، والمتعلق بهذه النزهة الفنية، التي هي -حسب المنظمين- عبارة عن برنامج متعدد المواد والفقرات يتضمن مختلف الأساليب التعبيرية: حكي، شعر، رقص، أشرطة، موسيقى، لقاءات، ورشات، وغيرها.. ويعد مناسبة لتجديد العهد مع الهوية المتنوعة للدورات السابقة للمهرجان. «نزه فنية» دعوة للمشاهد لرؤية الوجه الآخر لمدينته، عبر اعتماد موضوع «الذاكرة المتقاطعة»، كطريقة أخرى لاستحضار ذاكرة وتراث هذه المدينة ووضعها وجها لوجه مع ماضيها، وحاضرها ومستقبلها. تلك دعوة لملامسة ذكريات الطفولة، تذكرها والتحدث عنها عبر التجوال بربوع المدينة. بإيجاز، رؤية الدارالبيضاء في طريقة أخرى. هذا البرنامج ما هو إلا وسيلة تعكس ما يجري كل يوم أمام أعيننا، في المواقع، في الأزقة والأحياء... بهذه المدينة المفعمة بالحركية والإبداع. يتلخص الهدف المتوخى من ذلك في السعي لتبيان هذه الفنون الحاضرة في حياتنا اليومية، ولكن نراها أو لا نعيرها الاهتمام الذي تستحقه. المواقع المقررة هي «الصالونات المغربية» الموجودة في بيوتنا، باعتبارها الفضاءَ المفضَّل الذي نستقبل به الأحباء والأصدقاء. وسنقترحها في الزقاق، لمدة أربعة أيام في فضاء عمومي كدعوة للقاء، للتبادل واستحضار الذكريات. فالمدينة هي أيضا بيتنا، أي ذاك الفضاء الرحب الخاص بالتبادل والحميمية. كما تهدف «النُّزَه الفنية» إلى أيضا إلى تثمين الموروث التاريخي للمدينة، عبر التواجد في المواقع الرئيسية، كالمدينة القديمة (عرصة الزرقطوني)، حديقة الجامعة العربية، مدرسة الفنون الجميلة، كنسية «ساكري كور»، المحترف الثقافي للمجازر، ممري سوميكا والسوق الكبير، الأحباس (ساحة مولاي يوسف). تثمين الموروث الشفوي، عبر الحكي، استعراضات مسرحية، زيارات موجهة لذاكرة البيضاء (كازا ميموار) وفضاء «»هنا أيضا» (إيسي ميم) ودعم الشباب المبدع، عبر التعريف بالفنانين الصاعدين أو المجموعات الجديدة، كبهلوانيي «كولو كولو»، والفنانين المساندين من طرف جمعية مدار، إذ ستخصص فنون المدينة حكايات بالأمازيغية، العربية والفرنسية كما سيعمل المهرجان على تنظيم ورشات في فن الصورة في المدينة لفائدة المرشدين الفنيين والجمهور، بهدف نقل المهارات لفائدة هؤلاء المستفيدين. وستخصِّص فنون المدينة حكايات بالأمازيغية، العربية والفرنسية، نزها موسيقية، رقصات، أشرطة حول الدارالبيضاء، ورشات السيرك، نحت لمارية كريم.