انطلقت فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان«كازا موزيك» يوم الخميس 16 يوليوز، واستمرت إلى غاية 19 منه، حيث شارك فيها عدد من الفنانين المرموقين كاللبنانية كارول سماحة و المصري حكيم والأمريكي كريغ ديفيد وشارلين بسبيتيري، وسعيد الصنهاجي ونعيمة سميح وغيرهم . و قد أتاح المهرجان للجمهور البيضاوي .. الاستمتاع بلحظات فنية متميزة في أربعة فضاءات، أعدت لهذا الغرض، وهي فضاء ابن مسيك وفضاء البرنوصي وفضاء ساحة الراشيدي وفضاء لاكورنيش العنق، غير أن هذا الاستمتاع خدشته بعض المظاهر الشاذة من طرف شباب ممن وجدوا في المناسبة فرصة للتحرش الجنسي والتناول «المفرط» للمخدرات والقيام بعمليات سرقة، في غفلة عن رجال الأمن، بالرغم من الحراسة المشددة والترتيبات الأمنية الجيدة المعدة لهذا الغرض، غير أن تكرار هذه الممارسات اللاأخلاقية طيلة أيام المهرجان، وسط جحافل المتفرجين الذين فاق عددهم مئات الآلاف في الفضاءات الأربعة، جعل منها سلوكات «عادية» لدى بعض «ممارسيها» في مثل هذه اللحظة الفنية الموسيقية، التي ينتظرها البيضاويون كل سنة للترفيه عن النفس، خصوصا وأن مدينة عملاقة مثل الدارالبيضاء تعاني من قلة هذه المهرجانات مقارنة مع مدن عالمية من نفس الحجم. فعدم وعي بعض المحسوبين على الجمهور، في هذه المناسبة الفنية، بخطورة أعمال وسلوكات منافية للأخلاق، تخدش صورة المهرجان، الذي يبقى هدفه الأساسي هو الترفيه عن البيضاويين، قد يؤدي إلى نتائج عكسية بالنظر إلى أن الفضاءات السالفة الذكر تحتضن مختلف الشرائح الاجتماعية من بينها أسر تتنقل جماعة ( الأب والأم والأبناء).. إلى أماكن الحفل، الأمر الذي يتسبب في الكثير من الحرج والشنآن و أحيانا المصادمات التي قد تؤي إلى خواتم لا تحمد عقباها. ففي جولتنا بإحدى الساحات المحتضنة للمهرجان، تناهى إلى أسماعنا كبير عتاب واحتجاج من لدن الآباء والأمهات حول هذه «السلوكات» التي أججت الغضب، بل وأحيانا الانسحاب، تفاديا لكل ما من شأنه، والذي غالبا ما كان رجال الأمن يتصدون له في حينه . فبالرغم من سمو اللحظة الفنية والطبق الموسيقي المتنوع، الذي يُمَكن الانسان من أن يترفع عن بعض السلوكات الشائنة، غير أن الكثير من «التصرفات» التي أفرزتها أيام المهرجان، أوضحت «الانحطاط» الأخلاقي لدى البعض، دون مراعاة طبيعة «العمومية» و«المجانية» التي طبعت المهرجان.. لحسن الحظ أن الترتيبات الأمنية كانت في الغالب في مستوى الحدث، وإلا لكانت الفوضى قد عمت الساحات المحتضنة للمهرجان، وكثر القيل و القال، وفقد الجمهور البيضاوي مهرجانا يعتبره متنفسا له في أيام الصيف الساخنة...