في نتائج بحثية جديدة، من الممكن أن تُبَدِّل طرق معالجة سرطان الثدي عند بداية الإصابة به، قال باحثون إن العلاج قد يصبح أقل إرهاقًا بصورة كبيرة بالنسبة لكثير من السيدات المصابات بسرطان الثدي في مراحله المبكرة. فقد وجدت دراسة بحثية حديثة أن بعض السيدات اللواتي يخضعن لعملية استئصال خاصة بالأورام قد لا يحتجن إلى عملية خاصة بإزالة الغدد اللمفاوية أسفل الإبط، وهي العملية التي قد تترك أذرعهن متورمة بصورة مؤلمة. وبالمقارنة مع الحالات التي لا تُزال فيها الغدد، تبين أن العملية الجراحية لم تُطِلْ مدة البقاء على قيد الحياة أو تمنع تكرار الإصابة بالسرطان. في حين وجدت دراسة ثانية أن التعرض لجرعة واحدة من الإشعاع، الذي يُسلَّط بشكل مباشر على موقع الورم، بعد خضوع المرأة مباشرة ً لعملية استئصال، كانت طريقة ذات فاعلية مكافئة لطرق العلاج التي تعتمد على جلسات إشعاع يومية تستمر على مدار ستة أسابيع تقريبًا وتتحملها معظم السيدات الآن. وفي هذا السياق، يقول مايكل باوم، الباحث في كلية لندن الجامعية، وهو الباحث الرئيسي في الدراسة الخاصة بالإشعاع التي تم تقديمها في شيكاغو، خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية، لعلم الأورام السريرية: «لدينا الآن في حقيقة الأمر معدلات بقاء على قيد الحياة لمدة طويلة بالنسبة للمرضى المصابين بسرطان الثدي. والموضوع الآن متعلق بالطريقة التي يمكن الارتكاز عليها لتحسين جودة الحياة بالنسبة للسيدات». وفي هذا السياق، تقول صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها حول هذا الموضوع، إن هناك قدرًا من الجدل حول ما إذا كان ينبغي أن تتم معالجة السيدات من بعض تشوهات الثدي التي تصيبهن في وقت باكر، ويقول عنها بعض الخبراء إنها قد لا تضرهن على الإطلاق. لكن إن كانت ستتم معالجة إحدى السيدات، فإن الأطباء سيتفقون على ضرورة أن يكون العلاج بلا آلام ومريح قدر الإمكان مع المحافظة على درجة فاعليته. هذا وقد شملت تلك الدراسة 991 سيدة خضعن لعمليات استئصال أورام، وعلاج بالإشعاع وغدد لمفاوية حارسة مؤكدة. وقد خضع نصف هؤلاء السيدات لجراحة أزيلت خلالها باقي الغدد الليمفاوية، ولم يخضع النصف الآخر لهذا الإجراء. وبعد مرور خمسة أعوام، لم يكن هناك فرق في معدلات البقاء على قيد الحياة أو في احتمالات تكرار الإصابة بالمرض بين المجموعتين. وهنا، نقلت الصحيفة عن دكتور أرماندو جوليانو، من معهد جون واين للسرطان في سانتا مونيكا في كاليفورنيا، قوله: «هناك أدلة قاطعة على أن العملية الجراحية قد لا تكون ضرورية». أما الدكتورة جينفر ليتون، اختصاصية سرطان الثدي في مركز أندرسون الطبي للسرطان في هيوستن، فقالت إن النتائج التي تم التوصل إليها أخيرا من الممكن أن تغير الممارسة أو التطبيق العلمي، وأضافت: «لكنني لا أعتقد أن ذلك سيتغير بين عشية وضحاها. وتلك الدراسة ضمت أولئك السيدات اللواتي يعانين من أورام كانت تحظى بتشخيص موات نسبيًا ومن الضروري إجراء متابعة على المدى الطويل، لأن مرض السرطان قد يعاود إصابة الأشخاص بعد مرور خمسة أعوام». وقد قام الباحثون في الدراسة الخاصة بالمعالجة بالإشعاع، التي أجريت على 2232 سيدة، باختبار إجراء يستخدم مجسا لتوجيه جرعة كبيرة من الإشعاع بشكل مباشر على الثدي، حيث تمت إزالة الورم بواسطة عملية استئصال وبينما تكون المرأة لا تزال تحت تأثير التخدير. وقد خضعت بعض السيدات لعمليات استئصال ثدي بدلا ً من الخضوع لعملية جراحية تعنى بالمحافظة على الثدي بصورة أكثر محدودية، لأنهن لا يردن الاستمرار في العلاج بالإشعاع الذي يمتد على مدار أسابيع أو يعشن بعيدًا جدًا عن مركز للإشعاع. وفي هذا السياق، تمضي الصحيفة لتنقل عن الدكتور دينيس هولمز، الباحث بجامعة جنوب كاليفورنيا، قوله إن واحدًا من مرضاه شارك في ماراثون بعد أسبوعين من تلقيه حقنة الإشعاع التي تؤخذ لمرة واحدة. وتابع بالقول: «كان هذا من المستبعد جدًا حدوثه بالنسبة لشخص يتلقى علاجا إشعاعيا نموذجيا للثدي».