في سابقة هي الأولى من نوعها في مجلس مدينة الدارالبيضاء، أعلن سفيان قرطاوي من حزب الأصالة والمعاصرة والنائب الثامن لعمدة مدينة الدارالبيضاء عن تجميد عضويته، احتجاجا على عرقلة ممارسة نشاطه كنائب للرئيس. وسيزيد هذا التجميد متاعب إضافية لمجلس المدينة، وسيرخي بظلاله على أشغال وعمل المجلس الذي يعاني من تطاحنات بين أعضائه، واختلالات و أعطاب كثيرة في التسيير والتدبير منذ تشكيله في العام الماضي. وقالت مصادر مطلعة إن سفيان قرطاوي، الذي فوضت له مهمة الإشراف على الشؤون الاجتماعية والثقافية داخل مجلس المدينة، رفض منذ بداية الأسبوع الماضي حضور أشغال المكتب، وهو ما اعتبرته تلك الجهات تجميدا لعضويته في المكتب. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن كل الاقتراحات التي يتقدم بها سفيان قرطاوي، سواء في القطاع الذي يشرف عليه أو الاقتراحات التي تهم تدبير شؤون المدينة، ترفض داخل المكتب، فضلا عن أن التفويض الممنوح يظل «شكليا»، إذ أن عددا من الأمور المتعلقة بتدبير الشؤون الاجتماعية والثقافية بالمدينة تمرر بدون أن يكون للنائب الثامن للرئيس علم بها، كما وقع على سبيل المثال في التوقيع على صفقات دون أن يطلع عليها سفيان قرطاوي باعتبارها تدخل في نطاق اختصاصاته، مثل صفقة الأدوية وكذا صفقة خاصة بالألبسة الرياضية. ولم تستبعد المصادر ذاتها أن تكون الخلافات القائمة بين المستشارين المنتمين لحزب الأصالة والمعاصرة وراء هذا التجميد، وهو ما يفسر لجوء سفيان قرطاوي إلى المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة نهاية الأسبوع الماضي لطرح مسألة تجميد عضويته داخل مكتب مجلس مدينة الدارالبيضاء. وأضافت المصادر ذاتها أن سفيان قرطاوي حاول، ربما، أن يطرح هذا الأمر في «برلمان» حزب الأصالة والمعاصرة، لكي يعرف مدى تجاوب قيادة الحزب مع الخطوة التي قام بها. وأشارت تلك المصادر إلى احتمال تدخل تلك القيادة لتهدئة الأوضاع وإرجاع الأمور إلى نصابها. ولم يتسن للجريدة أخذ وجهة نظر سفيان قرطاوي، غير أن بعض المصادر المقربة منه أكدت أن قرار تجميد عضويته داخل مكتب المجلس «قرار لا رجعة فيه» لأنه يرفض أن يكون نائبا للرئيس بدون مسؤوليات وبدون صلاحيات، أي أنه بحسب تعبير نفس المصادر، «يرفض أن يكون نائبا شكليا».