شهد شارع محمد الخامس بصفرو، وهو من أكبر شوارع المدينة، صباح أول أمس الأحد، تشابكا بالأيدي بين محمد أزلماط، الكاتب الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة، وهو كذلك نائب برلماني، وبين عز الدين المنجلي، الكاتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي، وهو من الفعاليات الحقوقية بالمدينة، وذلك خلال لقاء بينهما، عقد على انفراد لتسوية «خلافات مهنية» لها علاقة بشحن الرمال في المقالع الموجودة بالضواحي، انتهى بتبادل الاتهامات وتطور الأمر إلى تشابك بالأيدي، قبل أن تتعرض سيارة الكاتب المحلي للنهج الديمقراطي للرجم بالحجارة. واتهم المنجلي، وهو يعمل مقاولا، المسؤول الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة، وهو رئيس جمعية أصحاب مقالع الرمال في المدينة، بالقيام بتحركات الغرض منها فر ض حصار عليه لمنع أرباب «الكاريانات» من شحن شاحناته بالرمال، فيما رد برلماني «البام» بأن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، متهما بدوره الكاتب المحلي للنهج الديمقراطي بالإساءة إلى الوحدة الترابية والمس بالمقدسات. وانتهت هذه الاتهامات بلجوء الطرفين إلى نفس الدائرة الأمنية كي يضع كل منهما شكاية ضد الآخر، قبل تحريك الملف على مستوى القضاء. وجاءت هذه الحرب أياما بعد اختتام أشغال مؤتمر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وما خلفه من ردود أفعال تتعلق بمواقف أعضاء حزب النهج الديمقراطي بها تجاه الصحراء المغربية. وقال عز الدين المنجلي، الكاتب المحلي للنهج الديمقراطي، في تصريحات ل«المساء»، إنه تعرض، في الآونة الأخيرة، لعمليات ابتزاز من قبل الكاتب الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة، وذلك لثني الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن إعداد تقارير حول «الكاريانات» بالمدينة. وقال إن البرلماني أزلماط وجه إليه أثناء اللقاء الذي جمعه به وابلا من السب والقذف واتهمه بمعاداة الوحدة الترابية، وهدده بنفوذه، قبل أن يرجم سيارته بالحجارة. ولجأ الكاتب المحلي إلى أحد المفوضين القضائيين بابتدائية صفرو لمعاينة حادث الاعتداء على سيارته، بعدما اتهم رجال الأمن بعدم التنقل إلى مكان الحادث من أجل المعاينة وإعداد محضر رسمي في الواقعة، ذلك أنه اضطر إلى ربط الاتصال بهم لأكثر من 10 مرات دون جدوى. وأكد محضر هذا المفوض القضائي حدث تعرض السيارة للرشق بالحجارة، مشيرا إلى أنه عاين بعض الأحجار من نوع «تافزا» بجانب الرصيف، وصرح له المنجلي بأنها استعملت في رشق سيارته. في حين نفى برلماني «البام»، الذي كان في السابق ينتمي إلى حزب الاستقلال، أن يكون قد رجم سيارة المنجلي بالحجارة، لكنه أكد واقعة السب والشتم في حق الكاتب المحلي للنهج الديمقراطي، وقال، في تصريحات ل«المساء»، إن المنجلي طلبه أكثر من مرة عبر الهاتف للقاء خاص، وهو اللقاء الذي انتهى، حسب ذات التصريحات، بتشابك بالأيدي، بسبب ما أسماه «إهانة المنجلي للمقدسات وإساءته إلى الوحدة الترابية». واستغرب هذا البرلماني انتماء من أسماه «أحد أعيان المدينة وبورجوازييها» إلى حزب النهج الديمقراطي، موردا أن خلاف عدد من أصحاب المقالع مع المنجلي لا علاقة له بانتمائه السياسي أو الجمعوي وإنما له علاقة بشاحناته ذات الطوناج الكبير والتي يرفض أداء قيمة ما تشحن به من رمال إضافية. وكانت هذه «الحرب» بين الطرفين قد اشتعلت منذ حوالي شهر. فقد سبق للكاتب المحلي للنهج الديمقراطي أن اتهم بعض «الصحفيين» المحليين بالاعتداء عليه. وتحدث بلاغ لرفاق الحريف عن كون هؤلاء «الصحفيين» عملاء لأجهزة استعلامات ولبرلماني حزب الأصالة والمعاصرة. كما سبق لأحد سائقي المنجلي أن اتهم من قبل أحد أصحاب المقالع في المدينة باقتحام مقلعه والتهديد باستعمال السلاح الأبيض، وهي الشكاية التي تم التنازل عنها قبل أن يحال الملف على القضاء. وقال بيان للنهج الديمقراطي إن هذا الحزب، المعروف بمقاطعته للانتخابات، ملتزم بفضح «اللوبيات» التي «لا تلتئم إلا لنسج المؤامرات وإعمال أسلوب العصابات للتضييق على المناضلين الشرفاء»، مدينا ما وصفه ب«الأسلوب المافيوزي الجبان الهادف يائسا إلى التشويش على صمود ومواقف النهج الديمقراطي». في حين قال البرلماني أزلماط إن حضور حزب الأصالة والمعاصرة، في الآونة الأخيرة بهذه المنطقة، وما يقوم به من أنشطة هو الذي أزعج بعض الأطراف وجعل عددا من نشطائها يعاني حالة هستيرية ويطلق الاتهامات في كل اتجاه. ويرتقب أن يعرف الملف تطورات مثيرة بعدما أحيل الملف على المحكمة الابتدائية بصفرو، وفي وقت تستعد فيه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لاستدعاء البرلماني ل«استفساره» عن الحادث وتنصيب نفسها كطرف مدني بعدما توصلت بتقرير مفصل حول الحادث مرفوقا بطلب مؤازرة للكاتب المحلي للنهج الديمقراطي.