عبد الطيف جريندو واحد من نجوم الملاعب الوطنية، يزين صدره بالعديد من النياشين، كفاءة نادرة وعطاء متجدد زادته الأيام نضجا، فقد شكل اللاعب على مدار السنين صمام الأمان، يمتلك موهبة خاصة، يعرف كيف ينهي هجوما بتدخل سريع، يمنح الثقة لكل اللاعبين الذين يجاورونه، ويتحول في أحايين أخرى إلى مهاجم يأتي بهدف الخلاص، تعلم من خبرة جميع المدربين الذي عاشرهم يوما، واستفاد من تجارب لاعبين سابقين. كانت بداية اللاعب في نادي جمعية الحليب، الفريق الذي سيصبح بعد ذلك يحمل اسم فريق الأولمبيك البيضاوي، كان ذلك في موسم 1984-1985، فقد تدرج عبر فئات الفريق وكسب مكانه كلاعب محوري لا يمكن الاستغناء عنه. أمضى جريندو مواسم جيدة داخل فريق الأولمبيك البيضاوي، قبل أن يتم الاندماج مع الرجاء في سنة 1996، حيث كان موعد اللاعب مع الألقاب، وبعد ذلك أخذته التجربة إلى احتراف الكرة في الإمارات والسعودية، ثم العودة إلى فريق الرجاء، لمواصلة مسار رياضي حافل بالألقاب. بعد كل مواسم النجاح داخل الأولمبيك ومع الرجاء، كان لا بد لهذا اللاعب أن يتوج جهوده باللعب للمنتخب، إذ انضم إلى الفريق ولعب معه بطولة إفريقيا في بوركينا فاصو، ثم مونديال فرنسا. كان جريندو خلال كل المشاركات مستعدا للدفاع عن حظوظ المنتخب لبلوغ قمة التفوق. عاش جريندو تجارب كثيرة، تخللتها أحيانا مواقف طريفة، ففي فترة الاستعداد لمونديال فرنسا، اجتمع جريندو وبنمحمود وشيبا وبصير وشيبو قرب المسبح، بعد أن أجرى الفريق تداريب الصباح، فكانت المناسبة لحظة للاسترخاء، وقد حدث في لحظة انشراح أن دفع بنمحمود جريندو في المسبح، ولكن بقية اللاعبين اكتشفوا أن جريندو لا يجيد السباحة، فسارع الجميع لإنقاذه. كان المنظر مضحكا: كيف تمكن لاعب ذو قامة قصيرة مثل بصير من إنقاد لاعب بطول كجريندو؟ كان عمق المسبح بمستوى قامة جريندو فكان يصعد نحو الأعلى من أجل التنفس، دون أن يتمكن من مغادرة المسبح. وبعد إخراجه منه، اكتشف باقي اللاعبين أن أظافر قدمي جريندو قد تآكلت بحكم وقوفه عليها بحثا عن الأوكسيجين... ومن يومها لم يتوقف كل اللاعبين عن جعل الموقف مناسبة للضحك، ولكن عبد اللطيف يتذكر الموقف لكي لا ينسى أنه تعرض يوما للغرق بفعل فاعل، «دارها بنمحمود»...