عبّر المنتسبون إلى قبيلة «إزركيين» في إقليمطانطان عن استيائهم مما اعتبروه تطاولا على مجالهم الترابي من طرف إحدى قبائل شمال الصحراء، حسب بيان، توصلت «المساء» بنسخة منه، صدر عقب اجتماع القبيلة في منطقة «سهيب الحر+شة»، التابعة لجماعة «الشبيكة»، والتي تفصلها حوالي 28 كلم عن طانطان. واختارت قبيلة «إزركيين» أن تتحرك في هذا التوقيت بعد أن قام عدد من الأفراد المحسوبين على قبيلة الرحامنة، والمعروفين ب»البرابيش»، بزيارة المنطقة من أجل إعداد الظروف المناسبة لاستقبال «البرابيش»، وهي الزيارة التي أثارت حفيظة هؤلاء، خاصة وأن البيان تحدث عن سياسة ممنهجة ضد القبيلة، مما جعلها تستنفر العشرات من أفرادها الذين خرجوا من مدينة طانطان، نهاية الأسبوع المنصرم، على متن ما يزيد على 65 سيارة، مزينة بالعلم الوطني وصور الملك محمد السادس. وشجب بيان القبيلة، الذي أعلنت فيه عن تشبثها بالعرش العلوي، ما أسمته تهميشا وإهمالا للقبيلة داخل مجالها الترابي، وكذا احتواء الأراضي التاريخية وإغفال العنصر البشري. وفي تصريح ل«المساء» أوضح رئيس جماعة الشبيكة، «محمد بوتبّاعة»، أن قبيلة «إزركيين» ليست ضد زيارة هؤلاء لبعض قبور أبنائهم المدفونين في مكان تابع لنفوذ جماعة «الشبيكة»، والمعروف ب«خْوي لبْرابيش»، ولكن ما قمنا به لم يأت إلا بعد أن اكتشفنا أن وراء هذه الزيارة أهدافا أخرى تتعلق بالسيطرة على الأرض، وبلغ إلى علمنا أن هناك تفكيرا في بناء زاوية بجوارها، وهو ما يجعلنا نعتقد أن الأمر يتعلق بالترامي على أراضي القبيلة. وأوضح المصدر ذاته أن وجود قبور ل«البرابيش» لا يدُل على أن الأرض في ملكيتهم، فحسب الروايات المتداولة، فقد حدث تاريخيا أن أغار أفراد من قبيلة «البرابيش»، المتواجدة شمال مالي، على هذه المنطقة في زمن «السيبة»، والمعروف لدى الأوساط المحلية ب«زمن الغَزْو»، وقُتل في هذه المعركة عدد من «إزركيين» ومن «البرابيش»، ومنذ تلك الفترة، التي ترجع إلى أزيد من 300 سنة مضت، وهذا الموقع معروف ب»خوي البرابيش». وفي اتصال ب«المساء» أوضح المتحدث باسم قبيلة «إزركيين» في طانطان، حسن الغرابي، أن شيوخ وأعيان «إزركيين» لما علموا بمقدم «البرابيش» حاولوا ربط الاتصال بعامل الإقليم، قصد تبليغه بحساسية الموقف، إلا أنهم لم يجدوا أحدا في استقبالهم، وأضاف المتحدث أن السلطة نفسها قامت بالتطاول على الأرض، قبل أن تقوم به أي جهة أخرى، وأوضح أن عددا من المشاريع يتم إنجازها على أراضي القبيلة، دون الرجوع إليها أو استشارتها.