عند حدود الساعة الثانية صباحا من ليلة الأربعاء-الخميس، تمكنت عناصر الدرك بجهة فاس من اعتقال اثنين من السجناء الإسلاميين التسعة الفارين من سجن القنيطرة في أوائل أبريل الماضي. ويتعلق الأمر بكل من حمو حساني، الذي صدر حكم بإعدامه في إطار محاكمات عدد من الإسلاميين بعد تفجيرات الدارالبيضاء، وعبد الله بوغمير، المحكوم عليه بالمؤبد في نفس المحاكمات، حيث أدين الاثنان بتهمة القتل العمد. وفيما أفادت بعض المصادر بأن السجينين الفارين تم اعتقالهما بأحراش محاذية لمنطقة السخينات، ذكرت بعض المصادر الأمنية أن السجينين، اللذين تم اعتقالهما بمنطقة السخينات التابعة لجماعة سيدي حرازم، كانا يعيشان رفقة اثنين من رفاقهما في منزل اكتروه بالمنطقة منذ حوالي ثلاثة أسابيع. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الاثنين الآخرين، اللذين لم يتم التأكد من هويتيهما إلى حد الآن، فرا قبل تنفيذ عملية الاعتقال بأيام. إلى ذلك، أفادت بعض المصادر بأن السلطات الأمنية تلقت معلومات حول وجود أشخاص مشتبه فيهم يعيشون ببيت في ملكية أحد أبناء قرية السخينات القريبة من منطقة مولاي يعقوب. وأضافت المصادر ذاتها أنه مباشرة بعد ذلك تم تجنيد فرقة خاصة تتكون من 25 عنصرا لمباشرة البحث في الموضوع، حيث باشرت حملة تمشيطية واسعة، عمدت خلالها إلى توقيف المارة للتأكد من هوياتهم. وفي سياق ذي صلة، أفادت المصادر ذاتها بأن المعتقلين الاثنين تمكنا من الوصول إلى قرية السخينات، التي تبعد عن مدينة فاس بحوالي 18 كيلومترا، عن طريق أحد أفراد عائلة أحدهما، الذي ساعدهما على كراء منزل ظلا يختبئآن به طوال تلك الفترة. وأكدت المصادر أن السلطات الأمنية تبحث عن الشخص الذي ساعدهما على الاختباء بمنطقة السخينات، وهو تاجر معروف، حيث تتوفر على جميع المعلومات المتعلقة به. واستنادا إلى مصادر أمنية، فإن منطقة السخينات أصبحت معروفة بإيواء السلفيين، حيث إن مجموعة من العناصر التي تم اعتقالها في إطار شبكتي فاس والناظور كانت تستقر بمنطقة السخينات، التي يحج إليها المواطنون الراغبون في قضاء العطلة بمنطقة سيدي حرازم. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المعتقلين الاثنين ظلا يعيشان في المنزل المذكور في عزلة تامة، حيث لم يكونا يخرجان، كما كانا يتلقيان كل حاجياتها عن طريق التاجر الذي ساعدهما على الاختباء. وفي سياق ذي صلة، باشرت مصالح الأمن التحقيق مع صاحب المنزل الذي أجر بيته للسجناء الفارين، وهو أحد أبناء منطقة السخينات، وقد أكد هذا الأخير في محضر الاستماع إليه أنه اعتاد كراء منزله لعدد من الأسر والعائلات الراغبة في التخييم، مشيرا إلى أنه يصعب التأكد من هويات كل الوافدين. وكانت السلطات قد أعلنت، في الأول من ماي الماضي، اعتقال أحد الفارين ويدعى محمد الشطبي، والذي صدر حكم بسجنه 20 سنة، في أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة الرباط، في حين لا يزال الستة الآخرون فارين.