أصيب 80 معطلا بحروق، ضمنهم 15 حالتهم جد خطيرة، بعد أن أقدم عشرات المعطلين على إضرام النار في أنفسهم، بعد زوال أول أمس الثلاثاء، في ساحة البريد في الرباط، بسبب إقصائهم من الاستفادة من الإدماج المباشر في الوظيفة العمومية. فقد تجمهر جميع أعضاء «مجموعة الاتحاد» للأطر العليا المعطلة في ساحة البريد في العاصمة الرباط، على مقربة من مبنى البرلمان، وعمد 80 منهم إلى سكب البنزين على أجسادهم، ممكسين في أيديهم ولاعات، مهددين بإضرام النار في ذواتهم، إذا لم تستجب الحكومة لمطلبهم في إدماج جميع أعضاء المجموعة في ظرف ساعة. وكان بالإمكان أن تُسجَّل حصيلة أكثر فداحة، لولا تسرب خبر عزم المعطَّلين على إحراق أنفسهم في ساحة البريد، منذ ظهر أمس، حيث حضرت القوات المدنية إلى عين المكان، قبل وصول المعطَّلين. وبمجرد إشعال أول شرارة نار، تدخلت القوات المدنية لإطفاء الحريق، باستخدام خراطيم المياه، قبل أن تتدخل قوات الأمن، بقوة، لتفريق المتظاهرين وإبعادهم عن ساحة البريد. ويأتي لجوء أعضاء مجموعة الاتحاد الوطني للأطر العليا المعطلة إلى إضرام النار في أنفسهم احتجاجا على إقصاء حوالي 188 عضوا من المجموعة، أي أكثر من نصف أعضائها، البالغ عددهم 315 عضوا، من الإدماج المباشر لجميع أعضاء هذه المجموعة، في إطار المناصب المعلن عنها مؤخرا. وقال الكاتب العام لهذه المجموعة، عبد الواحد البويديري، في تصريح أدلى به ل«المساء»، إن مجموعته لن «تقبل بإقصاء أي فرد منها من حقه في التوظيف وإنها ستقدم على خطواتٍ أكثرَ جرأة في الشارع، إذا لم تحترم الحكومة مبدأي الشرعية التاريخية والنضال الفعلي». وهدد البويديري بالإقدام على مبادرات نضالية أكثرَ مأساويةً في الأيام المقبلة، والحرص على عدم تسرب أي تفاصيل عنها، قبل تنفيذها على أرض الواقع. غير أن عبد السلام البكاري، مستشار الوزير الأول المكلَّف بملف المعطَّلين، نفى إقصاء أعضاء من مجموعة الاتحاد، موضحا أن هذه المجموعة تشكلت في وقت سابق نتيجة لاتحاد مجموعتين، هما «الحق» و«الفتية»، وتشكلت إحداهما، وهي «الحق»، حديثا وتضم حمَلة شهادات تخرجوا في السنة الماضية فقط، وجزء منهم لم يتسلم شهادته إلا في مطلع السنة الجارية، بالإضافة إلى وجود مجموعات أكثر قِدما منها. ولم البكاري، إمكانية إدماج أعضاء مجموعة الحق، على غرار أفراد مجموعة الفتية، في حالة التمكن من تدبير 200 منصب إضافي، «وإذا تعذر هذا الأمر، فستعطى لهم الأولوية في التسويات المقبلة»، يضيف مستشار الوزير الأول. ويعيش شارع محمد الخامس في الرباط، على إيقاع الاحتجاجات، منذ الإعلان رسميا عن تخصيص 1145 منصبا لمجموعات المعطَّلين، وتسرب أنباء عن استفادة أزيد من 350 شخصا من «مجموعات أشباح»، لم يسبق أن قامت بأنشطة نضالية في الشارع، من الإدماج المباشر في سلك الوظيفة العمومية.