لازالت أغلبية النساء سواء كن أميات أو حاصلات على شواهد عليا يؤمن بقدرة السحر والشعوذة على فك النحس أو الظفر بالحبيب أو ترويض الزوج أو حتى الانتقام. ويروج المشعوذون وصفات هي أغرب من الخيال يحاولون من خلالها إقناع زبوناتهم بجدوى وصفاتهم وفعاليتها في تحقيق مرادهن. بعت مصوغاتي من أجل الوهم ترويض الزوج أو الظفر بالحبيب من أهم الأسباب التي تؤدي بالمرأة إلى طرق أبواب الدجالين والمشعوذين، ذلك ما تؤكده أغلب شهادات النساء اللواتي سبق أن طرقن باب العرافين والمشعوذين. تقول حكيمة (ربة بيت): «عندما أبلغني زوجي قبل 10 سنوات بنيته في الزواج من أخرى، قررت أن أحول دون إتمام مشروعه عبر التردد على عدة عرافات ومشعوذين، كانوا في كل مرة يطالبنني بمبالغ مالية وبإحضار أعشاب من محلات العطارة أرهقتني ماديا ودفعتني إلى بيع بعض مصوغاتي الذهبية، وفي نهاية المطاف فشلت جميع الوصفات في ثني زوجي الذي أرغمني على قبول «ضرة» في حياتي، ولازلت لحد الآن أعتقد بأن «ضرتي» أقنعت زوجي بالزواج منها بواسطة السحر وبقوة العرافين الذين ترددت عليهم مقارنة بمن قصدتهم أنا». لجأت إلى عرافات لطرد النحس وتعترف فاطمة الزهراء (مسؤولة تجارية) أنها زارت عددا من العرافات تحت إلحاح صديقاتها وبعض قريباتها بعد أن تمت خطبتها على ثلاثة أشخاص و لم تكلل ولا واحدة بالزواج. وتضيف قائلة: «كانت كل واحدة منهن تستنزف جيبي من أجل فك العكس الذي قيل لي إنه دفن لي في مكان ما من طرف سيدة كانت تريدني لابنها ولكنني رفضت الارتباط به. سايرتهن في بداية الأمر لكنني سرعان ما تراجعت بعد أن بدأن يطالبنني بأموال كثيرة مقابل إنجاز تمائم وجلب بعض أنواع البخور التي تباع بأبخس الأثمان فأدركت أن عالم السحر والدجل هو عالم نصب واحتيال بامتياز». ومن أجل فك «العكس وسوء الطالع» زارت نادية أضرحة بعض الأولياء وضربت «اللدون»، لكن سوء الطالع ظل يلازمها، إلى أن نصحتها إحدى صديقاتها بزيارة أحد العرافين، الذي أكد لها أن إحدى صديقاتها المقربات هي السبب في وضعها الحالي بسبب غيرتها الشديدة من نجاحها. تقول:«أصبحت جل صديقاتي محط شكوكي حتى أصبحت علاقتي بهن متوترة ووصلت إلى القطيعة بسبب أقاويل العراف الذي جعلني أعيش في وساوس دائمة، ولم أفق من الوهم الذي باعني إياه إلا عندما بدأ يطالبني بمبالغ إضافية, فأدركت أن كل ما كان يفعله معي هو خداع وتضليل واستغلال لجهلي فقررت قطع علاقتي به والعودة إلى الإيمان بقضاء الله وقدره». السحر موجود وقد يلجأ البعض إلى العرافة للانتقام وهذا ما تؤكده شهادة خديجة (ربة بيت) التي ترويها قائلة: «لا يتورع العديد من الأشخاص عن اللجوء للشعوذة للانتقام من شخص ما، وتحضرني هنا قصة سيدة تحولت من جميلة إلى بشعة بسبب صراعها مع صديقتها على رجل، حيث لجأت هذه الأخيرة إلى إيذائها ب«التوكال» حيث عمدت إلى تسميمها بوضع أشياء مضرة بالصحة في أكل تلك السيدة التي لازمت الفراش أشهرا عديدة حيث تساقط شعرها وتغير لون بشرتها وذهب نظرها وحل بدل الجسد الرشيق آخر وهن، وأصبحت كأنها عجوز في السبعين من عمرها وليس امرأة في عقدها الثالث، لأقف على حقيقة مفزعة وهي أن السحر موجود وقدرته قوية في إيذاء الآخرين». وتؤكد نفيسة (ربة بيت) أن السحر والشعوذة متشعب في مجتمعنا والدليل رؤية طوابير النساء أمام محلات العطارة في بعض الليالي المباركة كليلة القدر في شهر رمضان الأبرك، فعوض الاستغفار في تلك الليلة وقراءة القرآن والصلاة يكثر إقبال النساء على المشعوذين لإعداد وصفات وخلطات لاعتقادهن أنها ليلة مصيرية يستمر مفعولها إلى السنة القادمة.
رأي القانون : القانون يعاقب كل من احترف التنبؤ بالغيب ينص الفصل 609 من القانون الجنائي المغربي في فقرته 35 على أن من احترف التكهن و التنبؤ بالغيب أو تفسير الأحلام يعاقب بغرامة تتراوح بين 10 و 120 درهما و يعتبر هذا الفعل مخالفة من الدرجة الثالثة. وينص الفصل 726 من قانون الالتزامات و العقود على بطلان كل اتفاق يكون موضوعه تعليم أو أداء أعمال السحر و الشعوذة أو القيام بأعمال مخالفة للقانون أو الأخلاق الحميدة أو النظام العام.
أغرب وصفات السحر والشعوذة جلد الفار اليتيم ومخ الضبع والساكتة والمسكوتة والصرصار الأعزب والذبابة الهندية.. هي بعض مكونات الوصفات الغريبة التي يطالب بها العرافون والتي يؤكد الطب على خطورتها، إذ تصيب بتعفنات على مستوى المعدة والمعي الغليظ والكلي وتقتل الخلايا الحمراء مما يتسبب في الإصابة بفقر حاد في الدم.