بدأت القصة عندما وقع نزاع بسيط بين أحد المواطنين والابن المدلَّل لمولاي حفيظ العلمي في أحد شوارع العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء يحفل التاريخ بالمواقف الشجاعة ويسجلها في ذاكرته، كما يحفل أيضا بالمواقف السوداء. عندما وقف الاتحاد العام لمقاولات المغرب في وجه أقوى رجل في نظام الملك الراحل الحسن الثاني، ويتعلق الأمر بوزير الداخلية إدريس البصري، وانتقد حملة التطهير التي شنها الوزير الراحل في أواسط التسعينيات من القرن الماضي، ضد بعض رجال الأعمال المغاربة، أشهرَ الاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي كان يرأسه رجل الأعمال عبد الرحيم الحجوجي، سلاحَ القانون واحترامه في وجه وزير الداخلية. فكل حملة لا تستند على القانون ومقتضياته باطلة ولاغية، وإن كانت تلك الحملة قد اعتمدت على القضاء من أجل تحريك المتابعات في حق رجال الأعمال المتابَعين. كان موقف الاتحاد حينها صائبا، وكان لحملة التطهير تأثير على الاقتصاد وعلى الاستثمار، لأن رجال الأعمال، سواء المغاربة وحتى الأجانب، أصبحوا يرون بأم أعينهم أن القانون لا قيمة له ولا وزن... اعتُبر الموقف الذي اتخذه، آنذاك، عبد الرحيم الحجوجي والاتحاد العام لمقاولات المغرب، ضد حملة إدريس البصري، إيجابيا وسجله التاريخ باعتباره من المواقف المضيئة في تاريخ الاتحاد العام لمقاولات المغرب. غير أن هناك مواقف «سوداء» سُجِّلت في تاريخ الاتحاد، من بينها ما صدر عن رئيسه السابق مولاي حفيظ العلمي في حق بعض المواطنين المغاربة... يعود أصل الحكاية إلى عام 2008. كانت البداية بسيطة وعادية، وكان بالإمكان أن تظل كذلك، لولا تصرفات مولاي حفيظ العلمي وأقواله... بدأت القصة عندما وقع نزاع بسيط بين أحد المواطنين والابن المدلَّل لابن مولاي حفيظ العلمي في أحد شوارع العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء. وعندما احتد النقاش بين الشخصين، اتصل الابن المدلل بأبيه. حضر الأب.. كان جميع من حضروا الواقعة يعتقدون أن يكون الأب أكثر تعقُّلا، خاصة وأن موقعه كرئيس نقابة رجال الأعمال تفرض عليه ذلك، واعتقد الجميع أنه سيعمد إلى تهدئة الأوضاع وفض المشكل بدون جلبة وبدون مشاكل، إلا أنه «صبّ الماء في الزيت»... اشتعل الخلاف أكثر وزادت حدته. استشاط مولاي حفيظ العلمي غيظا وحنقاً، لأن المواطن كان يتحدث إليه بهدوء، وبدأ العلمي يشتم هذا الأخير.. وهنا سأله الشخص: «ومن تكون أنت؟».. فما كان من رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلا أن قال عبارته الشهيرة والتي سيحتفظ بها «التاريخ»: «أنا اللِّي كنْحكمْ المغرب». على كل حال، فقد صدرت العبارة. وقام المواطن بالتوجه إلى مقر الشرطة ووضع شكاية ضد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب يشرح فيها حيثيات الخلاف وما صدر عن رئيس «الباطرونا» المغربية. ولما علم هذا الأخير بالأمر، اتصل بالشخص، وطلب منه سحب الشكاية، وهو ما تم فعلا!...