كان إدمون عمران المالح، الكاتب والروائي المغربي اليهودي، أول الموقعين على وثيقة الميثاق الوطني لمناهضة التطبيع، الذي اعتبر التطبيع «دعما للجرائم الصهيونية ولمخططات التهويد والتهجير وإبادة شعب ومقدسات فسلطين، وتكريس حصار الشعب الفلسطيني، وفكا للخناق عن قادة الإرهاب الصهيوني بسبب الجرائم الصهيونية الرهيبة والتحدي المتواصل للمجتمع الدولي والقانون الدولي الإنساني واستمرار إفلاتهم من العقاب»، وذلك في المؤتمر الوطني لمناهضة التطبيع، الذي نظم مساء أول أمس الخميس بالرباط. وكشف خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين، في الملتقى نفسه، تلقيه وعدا من لدن مجموعة من البرلمانيين لتقديم مقترح قانون لتجريم التطبيع مع إسرائيل، في وقت أكد النقيب عبد الرحيم الجامعي، في مداخلة له، على أن «التطبيع اتصال بالعدو وخيانة وتشجيع للإفلات من العقاب»، داعيا إلى «تجريمه وطنيا ودوليا». ولتوقيع المالح، حسب عبد الإله المنصوري، من مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، رمزيته الخاصة باعتباره يهوديا عاصر البدايات الأولى للمشروع الصهيوني، ويصرح علنا بمناهضة التطبيع، حيث قال المالح في مداخلة له في المؤتمر: «أكون سعيدا كلما وجدت فرصة للوقوف ضد الصهيونية وفضح الإجرام الذي تقوم به، لأن الإجرام الصهيوني يمس بالقيم اليهودية». واعتبر المالح الصهيونية «سما وسوسة لم تكن موجودة في المغرب قبل أن يُدخلها الصهاينة ويمارسوا بها دعاية خبيثة لتهجير اليهود المغاربة إلى إسرائيل»، مؤكدا على أن «العداء في المغرب للصهاينة وليس لليهود»، وداعيا إلى «نقل أشكال المناهضة إلى كافة الأوساط الشعبية وألا تبقى موضوعا نخبويا». ومن جهته، كشف سيون أسيدون، وهو اقتصادي مغربي يهودي، عن تطور المبادلات التجارية بين المغرب وإسرائيل بين سنتين 2005 و2010، حيث «بلغت في سنة 2009 حوالي 19 مليون دولار بعدما ناهزت في سنة 2005 حوالي 12 مليون دولار»، مشيرا إلى أن «المغرب لا يقدم معطيات بخصوص معاملاته التجارية مع إسرائيل، عكس هذه الأخيرة التي تكشف عن معلومات تبين أن واردات المغرب من إسرائيل تفوق صادراته إليها». ولا يمكن حصر المعاملات التجارية بين المغرب وإسرائيل في الجانب الرسمي فقط، بل تتم أيضا، حسب أسيدون، بوساطة عدد من الشركات الأوربية، وأعطى دليلا على ذلك وثيقة نشرتها وزارة الفلاحة في موقعها على شبكة الانترنت في وقت سابق، تثبت أن 70 نوعا من البذور من أصل 200 التي يستوردها المغرب مصدرها إسرائيل.