في خطوة مفاجئة، قررت نيابة وزارة التربية الوطنية بعمالة مقاطعة الفداء درب السلطان، تحويل مدرسة أبي تمام، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى بداية الثمانينيات من القرن الماضي، إلى مركز للتكوين المستمر. وأجج هذا القرار غضب آباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسة، معتبرين أن أيام العطل كافية للقيام بإنجاز برامج في ميدان التكوين المستمر للأطر التعليمية، إذا كان ذلك ضروريا، وبهذا يمكن استعمال مدرسة أبي تمام للغايتين، أي الإبقاء على أقسام المدرسة والمضي في أداء مهمتها كمدرسة نموذجية، وكذلك استعمال الأقسام والمرافق الأخرى لأغراض تكوينية وهذا ما لا يعارضه العاملون في هذه المدرسة، التي تطلب الرحمة وتدعو ألا تمتد إليها هذه النوايا السيئة. وفيما ظل الآباء والأطر التعليمية يقاومون زحف الهجوم الإسمنتي وانتشار العمارات على طول منطقة شارع 2 مارس، أنشأت وزارة التربية الوطنية في هذه المدرسة الابتدائية مرافق إدارية لنيابة التعليم الفداء درب السلطان بالبيضاء واحتفظت بربع بقعتها التي تضم بعض الأقسام. كما قام نائب الوزارة ببناء مسكن فاخر له، رغم أنه أحيل على التقاعد ولازال يستغل المسكن وكذلك فضاء المدرسة لتنظيم حفلاته العائلية وحفلات حارسة المدرسة التي أحيلت كذلك على التقاعد ولازالت تحتل السكن الوظيفي رغم التحاق حارس جديد بالمدرسة، يشير آباء بالمؤسسة. وتتكون غالبية تلاميذ مدرسة أبي تمام من أطفال وطفلات الأحياء الشعبية لدرب السلطان، درب اليهودي وبعض أطفال حراس العمارات المجاورة للمدرسة. ولتحفيز غالبية هؤلاء الأطفاء وتشجيعهم على إتمام دروسهم عوض الالتحاق بقوافل الباعة المتجولين المنتشرين في منطقة «الحفاري» يعمل الطاقم التربوي على طرق أبواب بعض المحسنين وبعض المعاهد الخصوصية المجاورة للمساهمة في إنجاز بعض المرافق والمرافقة الطبية لبعض الأطفال. ونتيجة هذه المجهودات تتوفر المدرسة حاليا على ملاعب رياضية لكرة السلة وكرة اليد وكرة القدم، كل هذه المرافق بمواصفات عالية ربما لا توجد في أي مدرسة عمومية. كما تمكن الأساتذة وبعض المحسنين من تأثيث مكتبة مجهزة ببعض المراجع والكتب والحواسيب والأقراص المدمجة وكذلك قاعة للأساتذة مجهزة بطراز مغربى بديع. لقد أصبحت المدرسة نموذجا يضرب به المثل في المنطقة وتستعملها النيابة والسلطة في كثير من المناسبات واللقاءات التربوية. كل هذا يزيد الطاقم التربوي فخرا ويجعلهم يثابرون من أجل إبقاء هذه الصورة الجميلة للمدرسة. كما تم، وبمبادرة مؤسسة خصوصية، تجهيز مرافق صحية بمعايير عصرية مع إطار من العاملات يسهرن على نظافة المرافق مرتين في الأسبوع وهذا على نفقة المحسنين.