حلّ الملك محمد السادس، بعد ظهر يوم الخميس 29 أبريل 2010، للمدينة في زيارته ال20 للمدينة وللجهة الشرقية، وبهذا تكون المدينة الألفية والجهة الشرقية من المناطق التي تحظى أكثر بعطف وعناية واهتمام الملك محمد السادس. كما ستعرف المدينة، بفضل هذه الزيارة، العديد من المشاريع والأوراش الاقتصادية والاجتماعية، المندرجة في إطار مسلسل التشييد والبناء الذي يرعاه الملك في مختلف ربوع المملكة... لا شك أن الزائر من أبناء وجدة، «المدينة الألفية» و«مدينة زيري بن عطية» يندهش للتطور التي عرفته، حتى ليظن أنه في مدينة أخرى لم يسبق له أن زارها من قبل، حيث تتميز بتوسع عمراني عصري وكبير وفاق عدد سكانها لنصف مليون نسمة . لقد عرفت وجدة، عاصمة الجهة الشرقية أو «بوابة المغرب العربي»، نهضة عمرانية واجتماعية واقتصادية كبرى خلال الخمس سنوات الأخيرة، بفضل عشرات المشاريع قدرت تكلفة إنجازها بعشرات الملايير من الدارهم وهمّت جميع المجالات في الوسط الحضري، كما في الوسط القروي... أشرف الملك محمد السادس في الفترة الأخيرة في وجدة على وضع الحجر الأساس لبناء مركز لفائدة الأطفال التوحديين واطلع على عدد من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغلاف مالي يبلغ 18 مليونا و100 ألف درهم. وتسعى هذه المشاريع، التي يتم إنجازها بشراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومختلف شركائها، إلى تقريب الخدمات الاجتماعية والثقافية من السكان وتشجيع التعليم الأولي في الأحياء المدارية ودعم التنشيط الثقافي والاجتماعي والرياضي في المنطقة وخلق فضاءات لاستقبال وتكوين الشباب وتطوير كفاءاتهم. ومن جملة المشاريع بالغة الأهمية مشروع بناء مركز استقبال وتكوين الأطفال التوحديين، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 80 طفلا، والذي رصدت له اعتمادات مالية بقيمة 4 ملايين درهم. ويسعى هذا المركز إلى خلق فضاء لاستقبال وتكوين الأطفال التوحديين وتشجيع إدماجهم الاجتماعي والتربوي، إلى جانب دعم الجمعيات العاملة في مجال التوحد. وينجز مشروع مركز استقبال وتكوين الأطفال التوحديين، خلال 10 أشهر، على مساحة إجمالية حددت في 2000 متر مربع، منها 1000 متر مربع مساحة مغطاة، بكلفة إجمالية بلغت 4 ملايين درهم. وعبر محمد الهرد، رئيس جميعة «فضاء التوحد»، باسم آباء وأمهات الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد، عن سعادته بتجسيد الحلم الذي سعى مدة سنتين إلى تحقيقه. وأشار إلى أن الجمعية تهدف إلى الدفاع عن حقوق هذه الفئة من الأطفال وتوفير جميع الظروف والإمكانيات التي تمكنهم من التغلّب على المشاكل والصعاب التي تفرضها عليهم هذه الإعاقة ومساعدتهم، بشتى الوسائل الممكنة، على الاندماج في المجتمع. وحظيت أحياء مدينة وجدة، خلال الزيارة الملكية، بالعديد من المشاريع الاجتماعية، منها إقامة مشروع بناء مركز اجتماعي ورياضي للقرب في حي «هاكو» خلال 10 أشهر، على مساحة إجمالية تقدَّر ب800 متر مربع، منها 400 متر مربع تهم المساحة المغطاة، بكلفة إجمالية بلغت 5 ملايين درهم، بطاقة استيعابية تصل إلى 4000 مستفيد ومستفيدة، ومشروع بناء فضاء لإنتاج وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية في الحي ذاته، والذي سيتم إنجازه من طرف كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، بغلاف مالي يصل إلى مليون و600 ألف درهم، في إطار الالتقائية مع مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. ويروم المشروع، الذي سيتم إنجازه على مساحة 700 متر مربع ويستفيد منه الصناع التقليديون والتعاونيات والجمعيات المحلية، إنعاش قطاع الصناعة التقليدية وتحسين فضاء الإنتاج والتسويق وتنظيم القطاع وتحسين الجودة وتشجيع وخلق فرص للتكوين في هذا المجال، ومشروع بناء مركب اجتماعي ورياضي للقرب في حي «النصر –الزرارقة»، خلال 10 أشهر، على مساحة إجمالية تقدر ب8000 متر مربع، منها 1000 متر مربع مساحة مغطاة، بكلفة إجمالية تبلغ 3 ملايين درهم وطاقة استيعابية تبلغ 400 مستفيدة ومستفيد، وبناء مركب للخدمات الاجتماعية في «الحي الحسني» لفائدة 300 مستفيد ومستفيدة، بغلاف مالي يصل إلى 4 ملايين و500 ألف درهم، على مساحة 8500 متر مربع، منها 500 متر مربع مساحة مغطاة، بطاقة استيعابية تبلغ 200 مستفيد ومستفيدة، ومشروع بناء مركز «السلام» للخدمات الاجتماعية، خلال 10 أشهر، بكلفة إجمالية ب3.5 ملايين درهم، على مساحة إجمالية تقدَّر ب2000 متر مربع منها 600 متر مربع مغطاة بطاقة استيعابية تبلغ 200 مستفيد ومستفيدة، ومشروع بناء مركز «السلام المختلط»، خلال 10 أشهر، بكلفة إجمالية تقدَّر ب3 ملايين درهم، على مساحة 2000 متر مربع، منها 500 متر مربع مغطاة، بطاقة استيعابية تشمل 120 مستفيدا ومستفيدة. برنامج السكن الاجتماعي منخفض التكلفة أنجز، في حي الآفاق في وجدة، الشطر الأول من برنامج السكن الاجتماعي منخفض التكلفة، حيث لا يتجاوز ثمنه 140 ألف درهم، والذي يتضمن 434 وحدة سكنية، مع العلم بأنه رُصدت اعتمادات بقيمة 180 مليون درهم لإنجاز شطري برنامج السكن الاجتماعي الخاص بالطبقات الاجتماعية المعوزة، من خلال تمكينها من الحصول على سكن مناسب، بشروط تفضيلية. وبلغت تكلفة الشطر الأول 60 مليون درهم. وفي الموقع العسكري لبني وكيل في بلدة بني وكيل، على بعد حوالي 15 كلم من مدينة وجدة، انطلقت أشغال بناء 300 وحدة سكنية، لفائدة العسكريين، باعتمادات مالية وصلت 90 مليون درهم، وهو المشروع الذي سيتم تشييده خلال 18 شهرا، على مساحة 23 ألفا و900 متر مربع، إضافة إلى مشاريع إنجاز 3 ثكنات جديدة وتجهيزات سوسيو اقتصادية، من بينها مسجد ومرافق اجتماعية، سيتم إنجازها خلال سنتين، بغلاف مالي يصل إلى 172 مليون درهم. ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أن البرنامج العام لبناء مساكن وثكنات في مجموع المنطقة الشرقية والجنوبية الشرقية، التي تمتد من فم زكيد إلى بني وكيل، يشمل إنجاز 2479 وحدة سكنية و17 ثكنة وعدة تجهيزات عسكرية أخرى.