سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مواطنون في ضواحي صفرو يحملون «نعش» جماعتهم في وقت متأخر من الليل في موكب جنائزي مستشارون يتهمون «لوبي» مقالع الرمال ب«ذبح» الديمقراطية والسلطات ترمي بهم إلى قارعة الطريق
حمل عشرات المواطنين في ضواحي صفرو، في وقت متأخر من ليلة الجمعة السبت الماضيين، «نعشا» يرمز إلى جماعتهم، تعبيرا منهم عن موتها، بعدما تعرضت فيها «الديمقراطية» ل»الذبح» أثناء إعادة عملية انتخاب رئيسها. وتدخل رجال الدرك وعناصر القوات المساعدة، أكثرَ من مرة، لإبعاد المحتجين عن محيط بلدية البهاليل، دون جدوى. واستمرت الاحتجاجات حتى ساعات متأخِّرة من الصباح، فيما اقتحمت العناصر الأمنية ذاتها مقر البلدية لإخراج تحالف يتكون من مستشارين تابعين لكل من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب الاتحاد الاشتراكي، بسبب اتهامهم بالقيام بأعمال «شغب» من شأنها أن تؤدي إلى تعثر انتخاب رئيس جديد للبلدية لتعويض رئيس تجمعي قديم أُبعِد، قضائيا، عن الرئاسة، بسبب عدم توفره على شهادة التعليم الابتدائي. وألقي بهؤلاء المستشارين في قارعة الطريق. وتواصل مسلسل انتخاب المكتب المسيِّر للبلدية في جلسة سرية ومن داخل أغلبية التجمع الوطني للأحرار تحت أنظار السلطات المحلية ووسط تعزيزات أمنية مشددة. وقرر تحالف المعارضة الطعن من جديد في هذه العملية الانتخابية التي اعتبر أنها أُسِّست على الباطل والبهتان، واتهم أطرافا في السلطة بالتواطؤ في «ذبح الديمقراطية»... كما اتهم ما أسماه ب«لوبي» مقالع الرمال في المنطقة بتحريك خيوط هذه «المذبحة»، خدمة لمصالحه التي قال تحالف المعارضة إنها تهدد «الأمن العام» في المدينة كلها. وكان تحالف المعارضة قد تقدم بطعن يهم دائرة انتخابية في هذه البلدة، التي يحتضن نفوذها أهم مقالع الرمال ويسكن عدد من أهلها في الكهوف.واستجابت المحكمة الإدارية لهذا الطعن وألغت وزارة الداخلية هذا المقعد، في انتظار إعادة إجراء الانتخابات في الدائرة 3 التي اشتدت المنافسة فيها بين تجمعي واستقلالي. كما ألغت المحكمة الإدارية انتخاب رئيس البلدية، بمبرر عدم توفره على شهادة التعليم الابتدائي. وقررت السلطات، يوم الجمعة الماضي، تأطير عملية إعادة انتخاب رئيس البلدية، دون ملء المقعد الشاغر. وسُمح للمستشار المطعون في انتخابه بالمشاركة في هذه العملية الانتخابية وترؤس أشغالها. ودافع تحالف المعارضين عن عدم قانونية هذه الانتخابات، فيما دافعت السلطات المحلية عن شرعيتها، لأن «المتهم» لم يبلَّغ بقرار المحكمة الإدارية ساعتين قبل إجراء العملية الانتخابية. التي قادت تجمعيا آخر إلى الرئاسة وأبقت على نفس الأغلبية وزكت نفس الأزمة في بلدة تُعرف بأنها من أفقر البلدات في ضواحي صفرو، بالرغم من كونها تتوفر على مؤهلات طبيعية، على رأسها مقالع الرمال التي يُقدَّم أصحابها على أنهم من أبرز صناع الخريطة الجماعية فيها.