عرفت قضية المهاجرة المغربية بإيطاليا أمينة غيات، التي انتزعت منها مؤسسة اجتماعية إيطالية فلذتي كبدها، تطورات خطيرة بعد أن زج بهذه الأم في أحد سجون جهة إيميليا رومانيا الإيطالية بتهمة الإرهاب وتهديد مساعدات اجتماعيات وموظفات إيطاليات بالقتل. أمينة غيات -وبعد أن اتهمتها مساعدة اجتماعية بمدينة ريدجو إيميليا، قبل سنوات، بالاعتداء جنسيا على ابنتيها- أصبحت تعيش في دوامة لم تستطع الخروج منها لتجد نفسها اليوم وحيدة في زنزانة، بعيدة عن طفلتيها اللتين أصبحتا تحت كفالة أسرتين إيطاليتين عقيمين. فرغم أن الاتهامات، التي كتبتها المساعدة الاجتماعية في تقرير وسلمته إلى المحكمة الإيطالية، تنقصها الدلائل والحجج فإن المحكمة كانت أقسى من الظروف التي تعاني منها الأم المغربية لتصدر قرارا حرمها من الطفلتين وجعلها بالتالي أشبه بالمجنونة. طرقت أمينة كل الأبواب بإيطاليا وصرخت بأعلى صوتها خلال إضراب عن الطعام أمام مقر بلدية إيميليا رومانيا، قبل أن تستعطف الجمعيات والقنصليات والسفارة المغربية، لكن دون جدوى، ليزيد كل ذلك من تدهور حالتها النفسية التي جعلتها مرتبكة وغير قادرة على التحكم في أعصابها وفي ما يضطرم داخلها. فالجمعيات المغربية عوض أن تجد حلا لمشكلتها، حاولت إحداها بشمال إيطاليا أن تستغل قضيتها لتحقيق شهرة إعلامية ومصالح خاصة وضيقة، في حين أن أخرى بروما، تدعي مساعدة النساء المغربيات، قامت بتهديدها بعد أن أغلقت الأبواب في وجهها. أما سفارة المملكة بروما فقد صم المسؤولون فيها آذانهم عن صيحات واستغاثة الأم، لتقرر هذه الأخيرة التوجه إلى مؤسسات حقوقية أوربية ودولية. في الأسبوع الماضي، كان لأمينة غيات لقاء مع مسؤولة بالمؤسسة الاجتماعية، التابعة لبلدية ريدجو إيميليا، للحديث عن حالة البنتين، غير أن المسؤولة الإيطالية هناك عوض مراعاة ظروف الأم التائهة وحالتها النفسية المتدهورة، قامت بتسجيل الحوار الذي دار بينهما بواسطة كاميرا خفية، وهو الحوار الذي قامت فيه الأم المغربية، تحت تأثير إحساسها باليأس، بتهديد الموظفة ومساعديها بالقتل في حالة عدم تمكنها من استرجاع ابنتيها. بعد مضي أيام على اللقاء وما تخلله من انفعالات وردود فعل متشنجة، تحركت الشرطة الإيطالية لتلقي القبض على الأم بعد أن وجهت إليها تهمة الإرهاب وتشكيل خطر على حياة موظفين إيطاليين، لتحبس بأحد سجون جهة إيميليا رومانيا على أن تحاكم في ال19 من الشهر الجاري، وتصبح مرغمة -بلغة القانون- على التنازل عن ابنتيها لصالح أسر إيطالية غير قادرة على الإنجاب. حالة أمينة تتكرر بعدد من الجهات بإيطاليا، خصوصا بالشمال في ظل ظروف اقتصادية قاهرة يعيشها المهاجرون.. ظروف تعتبرها المؤسسات الاجتماعية الإيطالية إهمالا وتقصيرا من الآباء الأجانب في حق أبنائهم، ليصدر قرار بالفصل والإبعاد قبل أن يتم منح هؤلاء الأطفال لجهات وأسر إيطالية ترغب في تبنيهم.