اضطرت سيدة مغربية مقيمة بإيطاليا سلبت منها السلطات الإيطالية ابنتيها، إلى الدخول قبل أربعة أيام في إضراب مفتوح عن الطعام والاعتصام أمام مقر بلدية ريدجو إيميليا (جهة إيمليا رومانيا بالشمال الإيطالي) لإيصال صيحاتها إلى المسؤولين والرأي العام الإيطاليين. فبعد معاناة دامت سنوات بالمغرب في إطار زواج فاشل أنجبت منه ابنتين قررت السيدة غيات مينة (40 سنة) الهجرة إلى إيطاليا في 2004 لتتزوج هناك بإيطالي عاشت معه في بادئ الأمر حياة سعيدة خصوصا بعد أن جلبت ابنتيها للعيش معها بمدينة ريدجو إيمليا. في السنوات الأولى لزواجها كانت الحياة هادئة وسعيدة لكن سرعان ما حولها الزوج الإيطالي إلى كابوس حقيقي بعد أن بدأ يتضايق من وجود البنتين ليعتدي عليهما بشكل مستمر بالضرب وتصدر عنه تصرفات لا أخلاقية. أمام هذا الوضع لم تجد مينة إلا اللجوء إلى الشرطة وإبلاغ السلطات الإيطالية التي عوض أن تتدخل لإنصافها قامت بسلبها ابنتيها بحجة أنها غير قادرة على حمايتهما. «التجأت إلى الشرطة ثم إلى مساعدة اجتماعية ابتزتني مرات عديدة، لكن رفضي الاستمرار في أداء مبالغ مالية لها جعلها تنجز تقريرا مكذوبا عن حالتي لتحرمني المحكمة من بنتي وتسلمهما إلى أسرة إيطالية لتربيتهما دون أن أتمكن حتى من رؤيتهما «تحكي المغربية مينة بمرارة وحيرة وهي واقفة بشموخ أمام مقر بلدية مدينة ريدجو إيمليا حاملة لافتة كتبت عليها باللغة الإيطالية: «سأضرب عن الطعام لأنني أريد بنتي» وأسفلها بالعربية: «ارفعوا الظلم عني وعن بناتي». دخول مينة في الإضراب عن الطعام سبقه التجاؤها إلى قنصلية المملكة ببولونيا التي وجدت أبوابها مغلقة وسبقها كذلك اتصال برؤساء الجمعيات المغربية بجهة إيمليا رومانيا الذين كانت هواتفهم النقالة خارج التغطية. «قال لي نائب قنصل بولونيا، إن السلطات المغربية لن تفعل لي شيئا لأن الموضوع لا يدخل في صلاحياتها وإن القنصلية لها قضايا وأمور أهم من قضايا سلب الإيطاليين لأبناء المغاربة. بعد ذلك حاولت الاتصال بعدد من الجمعيات المغربية بالمنطقة التي أقيم فيها لكن بدون جدوى فقد اعتذرت جميعها وأقفل رؤساؤها هواتفهم». حالة مينة تتكرر وتستفحل بشكل غريب بإيطاليا وبشكل خاص بشمالها، فبجهة إيميليا رومانيا تتحدث تقارير المؤسسات الاجتماعية عن أكثر من 100 حالة سلبت فيها السلطات الإيطالية أبناء من أسرهم المغربية وبجهة الفينيتو ولمبارديا والبييمونتي يتضاعف العدد بأرقام مخيفة ومقلقة في غياب تام لأي تحرك أو اهتمام مغربي رسمي.