دعا إسماعيل العلوي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، كافة مناضلي حزبه إلى ربط الصلة بمن أسماهم ب«القريبين» من الحزب في المعسكر اليساري بالمغرب، وتفعيل قنوات الحوار بين مختلف مكوناته، في سعي نحو تجميع شتاتها، والتنسيق معها لصياغة برامج ومخططات، تتفق عليها جميع الأطراف المعنية، قصد تهييء الأجواء المناسبة، للتحضير الجيد والمشترك للانتخابات المقبلة، بالرغم مما يطرحه نظام اللائحة من معيقات ومشاكل، مطالبا في الوقت نفسه، كل قوى اليسار بالعمل على محاربة الأنانية التي وصفها بكونها معرقلة لعملية رص الصفوف. والاتجاه نحو التحلي بالكثير من الانفتاح. واعتبر إسماعيل العلوي- الذي كان يتحدث إلى أعضاء المجلس الجهوي لحزبه خلال لقاء موسع نظمه هذا الأخير، مساء الأحد الماضي بقاعة غرفة التجارة بالقنيطرة، بمناسبة التوقيع المشترك على عقد برنامج، بين الديوان السياسي والمجلس المذكور- أن الظرفية الحالية التي يعيشها المغرب ومصير الانتخابات المقبلة يقتضيان، من جهة، العمل على «سل الشوكة بلا دم»، على حد تعبيره، ومن جهة أخرى، يفرضان على كافة «الرفاق» نفض غبار الخمول والكسل عنهم، والتسلح بالجرأة والمبادرة، داعيا إياهم إلى «رفع رؤوسهم عاليا، وعدم الخجل»، ومضاعفة وتيرة اشتغالهم، وتكثيف مجهوداتهم، وعصرنة أسلوب عملهم لضمان الإشعاع الحقيقي الذي يتيح للحزب التواجد القوي على جميع الأصعدة والمجالات. وأضاف العلوي أن حزب التقدم والاشتراكية يتوفر على مشروع مجتمعي متكامل، وهو المشروع الذي لن يتأتى تجسيده إلا بالالتفاف حوله، واستنهاض همم «الرفاق» المناضلين وشحذ عزائمهم للوقوف في وجه أعداء التطور الذين يروجون للخطابات الشعبوية التي تجد صداها عند بعض فئات المجتمع، نظرا إلى ظروفها الاجتماعية المتدهورة، حسب تعبيره، وزاد معترفا: «للأسف، حزبنا راسو كبير، لكن جسده قزم، والمفارقة العجيبة أننا عندما كنا قلال كنا كندوخو، أما ونحن كثر، فقد افتقدنا الحيوية، علينا أن نجتهد لتقوية عضلاتنا والانصهار في هموم المواطنين، ونهج سياسة القرب حتى يتبوأ تنظيمنا المكانة التي يستحقها. بالتأكيد، هناك فتور وزيغ وجملة من النقائص تعتري طريقة اشتغالنا، لكن حساسية المحطات المقبلة تفرض علينا التحلي بالتفاؤل والأمل لاستشراف المستقبل، في ظروف ملائمة، تتحقق من خلالها الديموقراطية المشاركتية التي مازالت غير مفعلة في العديد من القطاعات الحيوية ببلادنا». وكشف الأمين العام للتقدم والاشتراكية، الذي كان مصحوبا بالمصطفى عديشان ورحال الزكراوي، عضوا الديوان السياسي، أن حزبه سيدخل غمار الانتخابات الجماعية المقبلة، وهو يضع نصب أعينه، مناهضة الجهل بالمجتمع، وتصفية الأمية المستشرية في أوساط المواطنين، داعيا مناضليه، في هذا الإطار، إلى تبني شعار يرتكز بالأساس على جعل فضاء الجماعات، التي سيعهد إليها بأمر تسييرها، حسب نتائج هذه المحطة الانتخابية، فضاء متحررا من الأمية والجهل. وقال المتحدث نفسه، في تصريح ل«المساء»،إن «عقد برامج» التي يبرمها الديوان السياسي للحزب مع مجالسه الجهوية بمختلف جهات المملكة، تتغيى بالدرجة الأولى تسليم المبالغ التي منحتها الدولة لحزبه، في إطار قانون الأحزاب، للجهات المختلفة، المكونة للحزب، بشكل شفاف ونزيه، على حد تعبيره، يراعي العديد من الاعتبارات والخصوصيات، وكذلك، الدفع ب«الرفيقات والرفاق» إلى العمل الجاد والمجدي، الذي يمكنهم من تقوية تواجدهم الميداني مع الجماهير، عبر تكثيف المبادرات الهادفة إلى خدمة مصالح المواطنين، والانصهار في انتظاراتهم وهمومهم، مشددا على أهمية هذه المبادرة في التحضير الجيد لاستحقاقات 2009، حيث تلزم الجهة المستفيدة منها بالبحث عن مرشحات ومرشحين قادرين على تقوية حضور الحزب في تسيير الجماعات المحلية والغرف المهنية، والقيام بالعديد من الأنشطة والتظاهرات الهادفة إلى إبراز إشعاع الحزب والتعريف بمواقفه وتحاليله.