ذكرت مصادر مطلعة أن وزارة الصحة تتدارس السبل الكفيلة بإقناع المواطنين للإقبال على التلقيح المجاني ضد فيروس أنفلونزا الخنازير، في ظل تراجع عدد الوافدين على المراكز الصحية العمومية للتلقيح، مقارنة بالأعداد المسجلة، خلال الأيام الأولى للحملة. وقالت المصادر "المغربية" إن وزارة الصحة تستند في تقييمها الأولى لسير عملية التلقيح ضد الفيروس إلى ما تسجله المصالح الصحية في المدن الكبرى، مثل الدارالبيضاء، حيث انتقل عدد الوافدين على التلقيح، من حوالي 4 آلاف شخص في اليوم، خلال الأيام الأولى من التلقيح، إلى 700 شخص فقط. وبررت المصادر لجوء وزارة ياسمينة بادو إلى توسيع عملية التواصل مع المواطنين، لإقناعهم بجدوى التلقيح بما وصفته ب "حرص الوزارة على عدم هدر الجهود المبذولة في جلب اللقاح، بينما وقعت منافسة شرسة بين الدول للحصول على جرعات قليلة منه، وحصل المغرب على جرعات كافية لجميع الفئات المستهدفة، بلغت مليوني جرعة". وأوضحت المصادر أنه تقرر، داخل المصالح المختصة بوزارة الصحة، الشروع في وضع استراتيجية لشرح أهمية اللقاح، وتصحيح "الأفكار السلبية، التي تكونت لدى شريحة عريضة من المواطنين حول اللقاح، بأنه يتسبب في مشاكل صحية، ولنفي حدوث أي وفيات أو أعراض جانبية خطيرة، كما تناولت ذلك بعض وسائل الإعلام". ومن المقرر أن يشارك في وضع هذه الاستراتيجية عدد من القطاعات المعنية بمكافحة أنفلونزا الخنازير في المغرب، ضمنها أعضاء لجنة تتبع الوضعية الوبائية، وأعضاء اللجنة العلمية، المكلفة بالمهمة الاستشارية في الموضوع، ووزارة الداخلية، والدرك الملكي. واستهلت وزارة الصحة، يوم الخميس المنصرم، حملتها لاستقطاب مزيد من المقبلين على التلقيح، بتمرير وصلات إشهارية في التلفزة، استخدمت فيها لغة مبسطة، ركزت على أهمية التلقيح، وعلى نجاعته في حماية الصحة، والتعريف بالسبل الوقائية لتفادي الإصابة بالداء. وانضم إلى هذه الحملة التحسيسية الأولية أساتذة في كلية الطب بالدارالبيضاء، وأطباء بالقطاع الخاص، دعوا، من خلال جمعيات طبية تعمل في مجال البحث العلمي، يوم الجمعة المنصرم، إلى حضور أشغال ندوة صحفية في الدارالبيضاء، للحديث عن الوضعية الوبائية الحالية لأنفلونزا بالمغرب، والنقاش حول التلقيح، بعد توصل المغرب بدفعات من اللقاح. وجاءت هذه المبادرة من قبل "الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال الأحرار"، و"الجمعية المغربية للعلوم الطبية".