تنطلق، اليوم الأربعاء، حملة التلقيح المجانية ضد فيروس أنفلونزا الخنازير، في جهة الدارالبيضاء الكبرى، على أن تبدأ، غدا الخميس، في باقي مدن المملكة. ويرتقب أن تعطي ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، انطلاقة الحملة من المستشفى الإقليمي مولاي يوسف، بالبيضاء. وحسب مصادر طبية مطلعة، ستعلن وزيرة الصحة عن الكميات المتوصل بها من جرعات اللقاح المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير، وتكلفته المالية، وتفاصيل أخرى حول ظروف دفع طلبات التزود باللقاح، وموعد التوصل به. وقالت مصادر طبية مطلعة ل"المغربية"، إن عملية التلقيح، في جهة الدار البيضاء، تستهدف 97 ألف مصاب بالربو (الضيقة) والسكري، ستقدم لهم التلقيحات مجانا في 67 مركزا صحيا، من بين 117 مركزا موزعا على الجهة، أي ما يعادل 75 في المائة من النقط الصحية التابعة لوزارة الصحة. ومن بين هذه المراكز الصحية، مركز بوسمارة، وبوجي، ومركز بين الويدان، ومركز العنق. وأكدت المصادر أن حملة التلقيح المجانية ضد فيروس أنفلونزا الخنازير سيستفيد منها، أيضا، جميع العاملين في قطاع الصحة، بمن فيهم أطباء القطاع الخاص، وأطباء الأسنان والصيادلة، إلى جانب المصابين بالربو والسكري، في محاولة من الوزارة الوصية لاحتواء انتشار الفيروس، مع حلول فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة، وتوالي تسجيل الإصابات الحرجة، وسط المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة، بينما لم تحسم وزارة الصحة بعد في تلقيح النساء الحوامل ضد الفيروس. وستعمم عملية التلقيح المجاني على جميع المواطنين المغاربة، الراغبين في التطعيم ضد الفيروس، في عدد من المراكز والمستشفيات العمومية، حسب خريطة جغرافية، ستكون مبينة في المندوبيات الصحية عبر تراب المملكة. وعبرت المصادر عن مخاوف مسؤولي وزارة الصحة من أن يصاحب العملية ارتباك في سيرها العادي، أو فوضى في التنظيم، تبعا لتوقعات توافد مواطنين من غير الفئات المصنفة ضمن المصابين بالأمراض المذكورة أعلاه، والتي خصصت لها الأولوية في التطعيم ضد الفيروس، خلال المرحلة الأولى من التلقيح المجاني، في انتظار تعميم التلقيح على الأصحاء. وأوضحت المصادر أن وزارة الصحة لن تقبل تلقيح الأشخاص إلا بعد الإدلاء بشهادة طبية، تثبت إصابتهم بالربو أو السكري، وأن المندوبيات الصحية في جميع تراب المملكة أجرت جردا وإحصاء بعدد المصابين بالأمراض المزمنة المبينة أعلاه، سيما المسجلين لدى أقسامها الطبية في المؤسسات الطبية العمومية. وكانت وزارة الصحة أصدرت بلاغا، تهيب من خلاله بالأشخاص المعنيين للالتحاق بالمراكز المخصصة للتلقيح، التي توجد لوائحها منشورة بالوحدات الصحية، وبمقرات الجماعات المحلية والدوائر، وكذا بالبوابة الإلكترونية لوزارة الصحة، مصحوبين بشهادة مسلمة من طبيبهم المعالج، أو وثيقة تثبت انتماءهم للفئة المستهدفة من هذه العملية. واعتبرت المصادر أن المغرب يعد من "بين الدول المحظوظة، التي تمكنت من التوصل بالدفعة الثانية من اللقاح من المختبر المصنع له، في ظرفية تزايد فيها الطلب على اللقاح، مقابل محدودية إمكانات المختبرات المصنعة للاستجابة لجميع الطلبات، إذ طلبت فرنسا وحدها التوصل ب90 مليون جرعة من اللقاح". وأعلنت وزارة الصحة، أول أمس الاثنين، أن خمسة أشخاص توفوا، السبت والأحد الماضيين، بكل من الدارالبيضاء، ومكناس، ومراكش، وكلميم، نتيجة إصابتهم بفيروس "إي إتش1 إن1"، المسبب لأنفلونزا الخنازير. وذكر بلاغ للوزارة أن التحاليل، التي أجريت للمتوفين، أكدت حملهم الفيروس، مضيفا أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بالمملكة، منذ الإعلان عن أول حالة في 10 يونيو الماضي، بلغ 2178 حالة، 896 منها سجلت بالوسط المدرسي، بعد تشخيص16 إصابة جديدة مؤكدة، الاثنين الماضي، بكل من الرباط، والدارالبيضاء، وبولمان، وخنيفرة، وسلا. وأوضحت المصادر أن عدد الوفيات جراء الفيروس في المغرب ارتفع إلى 12 شخصا، ضمنهم 4 حوامل، آخرهن فارقت الحياة في مدينة الدارالبيضاء، مساء السبت الماضي، متأثرة بالتهاب حاد في جهازها التنفسي، بينما سجلت 4 وفيات في جهة الدارالبيضاء وحدها، منذ الإعلان عن انتشار الفيروس في المغرب. وذكرت المصادر أن جهة الدارالبيضاء وحدها سجلت 604 حالات مؤكدة بالفيروس، إلى حدود صباح أول أمس الاثنين، 283 منها من فئة الأطفال المتمدرسين، ينتمون إلى 122 مؤسسة تعليمية، مبينة أن 10 من المصابين في الجهة ولجوا أقسام العناية المركزة، وغادروها بعد تماثلهم للشفاء. وقالت المصادر إن على النساء الحوامل تفادي ارتياد الأماكن المزدحمة، التي تغيب فيها التهوية الكافية، إلى جانب تحذيرهن من تقبيل الأطفال، باعتبارهم العامل المباشر لنقل الفيروسات من شخص مريض إلى آخر سليم، مبينة أن من الأفضل للنساء الحوامل تجنب الذهاب إلى الأسواق، والمواصلات العمومية، مع أفضلية وضع الكمامات الواقية عندما تجد الحامل نفسها، مضطرة وسطس تجمعات بشرية مكتظة.