أفادت مصادر طبية مسؤولة أن عدد الأشخاص، الذين تقدموا بطلب أخذ اللقاح المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير، أول أمس الأربعاء، في جهة الدارالبيضاء الكبرى، بلغ 5 آلاف و175 مواطنا، إلى حدود السادسة مساء، توافدوا على 67 مصلحة للتلقيح، من بين 117 مركزا في جهة الدارالبيضاء الكبرى. إقبال مكثف على التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير بجهة الدارالبيضاء تصوير (آيس بريس) وذكرت المصادر ل"المغربية"، أن النساء المصابات بداء السكري، في مقدمة أغلب الراغبين، يليهن الأطفال المرضى بالسكري والربو، المتراوحة أعمارهم بين 7 و8 سنوات. وعبرت المصادر عن اندهاش الأطر الطبية والتمريضية من نسبة الإقبال على التلقيح في اليوم الأول من انطلاق عملية التطعيم، بعد أن تبددت مخاوفهم من الأعراض الجانبية للقاح، وارتفاع مخاوفهم من انتقال العدوى إليهم، وتعرضهم لمخاطر صحية. وموازاة مع استمرار حملة التلقيح في جهة الدارالبيضاء، انطلقت، أمس الخميس، عملية التلقيح المجاني في 1258 نقطة للتلقيح، موزعة على مجموع التراب الوطني، من بين 2500 مركز صحي من إجمالي عدد المراكز الموجودة في المغرب. وأوضحت المصادر أن الجهات الحكومية المعنية بعملية اللقاح استعملت، أول أمس الأربعاء، ثلاث طائرات لنقل اللقاحات إلى المراكز الصحية المذكورة، إلى جانب وضع 600 وحدة تلقيح متنقلة، للاستجابة لحاجيات المواطنين في المناطق البعيدة عن المراكز الصحية، التي تواجه صعوبات في الانتقال إليها، مبينة أن العملية ينخرط فيها عدد من القطاعات الوزارية، أبرزها الداخلية، والمالية، والصحة، بتنسيق مع الدرك الملكي، ومتدخلين آخرين. وأوضحت المصادر أن المغرب سيتوصل قريبا بالدفعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير، لضمان تلقيح 60 في المائة من المواطنين، كما هو مقرر في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المرض، وتبعا لتوصيات منظمة الصحة العالية بهذا الخصوص. وذكرت المصادر أن وزارة الصحة ستعلن قريبا عن انطلاق عملية تلقيح النساء الحوامل، إلا أن الآراء تتضارب حول إمكانية توصل المغرب باللقاح الخالي من المواد المضافة إليه، التي ترفع قوته على إثارة مناعة جسم لمقاومة الفيروس، أو ما يسمى ب"adjuvant"، تفاديا لشكوى الحوامل من أي أعراض جانبية، أم أنه سيجري تطعيم الحوامل بالنوعية المتوفرة من اللقاح المضاد للفيروس، الذي يتضمن المادة المذكورة. وأكدت المصادر أن اللقاح لن يطرح للبيع في الصيدليات أو العيادات والمصحات الخاصة المغربية، بل ستضمن وزارة الصحة توفيره في المراكز الصحية التابعة لها، وستقدمه مجانا للمواطنين، ما دفع بالمصالح الحكومية المعنية إلى توظيف إمكانات مالية، تزيد عن الغلاف المالي، المخصص لمواجهة الجائحة، الذي كان قدره 850 مليون درهم. وأشارت المصادر إلى أنه يمكن التعرف على نقط التلقيح المفتوحة في وجه المواطنين، من خلال الاطلاع على اللوائح المعلقة في مقرات العمالات والأقاليم، أوفي المصالح المركزية الصحية العمومية. واعتبرت المصادر توصل المغرب باللقاح المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير، في الوقت الراهن، "مكسبا مهما"، تطلب بذل جهود في إقناع الجهات المسؤولة عن تصنيعه، إلى جانب توفير السيولة المالية لأداء مقابل الحصول عليه، بينما زاد الطلب، عالميا، للحصول على اللقاح الكافي، لتلقيح 6 ملايير من الناس، ولا تتجاوز قدرة الجهات المصنعة له مليار جرعة.