يرتبط الاحتفال بمناسبة عاشوراء في المغرب، بعدد من الطقوس والعادات الاجتماعية، التي أضحت ثقافة مرسخة، أبرزها اقتناء اللعب للأطفال، والإقبال بشكل أكبر على شراء الفواكه الجافة، واستهلاكها في هذه المناسبة، أكثر من أي وقت آخر.والمثير للانتباه، أن تناول الفواكه الجافة، يجب، ألا يكون حصريا على هذه المناسبة، حسب عدد من أطباء التغذية، إذ أن لتناول الفواكه الجافة قيمة غذائية عظيمة، لها انعكاسات إيجابية على صحة الإنسان، ما يحتم إعادة النظر في طريقة ومناسبة استهلاكها، حتى لا يرتبط توفرها في البيت بمناسبة دينية أو احتفالية، لأنها ليست أدوات لتزيين موائد الطعام ولا وسيلة للتعبير عن الترحيب والسعادة بقدوم الضيوف. تعتبر الفواكه الجافة مفيدة للصحة، نظرا لما تحتوي عليه من بروتينات وفيتامينات أساسية، وهي فواكه فقدت مياهها، سواء بتأثير الشمس أو الفرن، لذلك يجب أن توضع كثيرا على قائمة الطعام. من أشهر الفواكه الجافة استهلاكا من قبل المغاربة، اللوز والجوز أو ما يصطلح عليه بالكركاع، والعنب الجاف أو ما يعرف بالزبيب، والتمر، والتين الجاف أو ما نطلق عليه "الشريحة"، إلا أن أقلها استهلاكا، البندق والفستق أو ما يصطلح عليه "البيسطاش" والخروب "الكاجو" والمشمش والبرقوق. تتميز الفواكه الجافة عن الطرية باحتوائها على نسبة مائوية من السكريات, تعادل أضعاف ما تحتويه الفواكه الطازجة بنسبة وسطية تعادل 65 في المائة, وعلى كميات تعادل 4 إلى 5 مرات عن الكميات الموجودة في الفاكهة الطرية من المواد المعدنية والمواد المكملة. ومن إيجابياتها، أنها تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة والفيتامينات وغيرها من مقومات صحية. يتوفر في الفواكه الجافة عدد كبير من الفيتامينات, ونسبة ألياف أكبر من الفواكه الطرية، لذلك ينصح بها عند إعطاء الطفل الوجبات الصغيرة, لأنها تحافظ على معادلة الوزن عند الطفل، كما ثبتت فائدتها للطلبة، خاصة في فترة الامتحانات، لما تحتويه من السكريات الضرورية لإنتاج بعض الأعصاب الوسيطة في المخ، لتنظيم موازنة فترات النوم. وتتميز الفواكه الجافة بكونها طريقة رائعة للحصول على أقصى استفادة من المزايا الصحية، سيما أنها تحتفظ بخصائصها الغذائية، ويمكن الاحتفاظ بها لمدة طويلة، عكس ما هو عليه الأمر في الفواكه الطرية، التي يتطلب استهلاك بعض الأنواع منها، في انتظار حلول مواسم معينة من السنة، فهي تعد بمثابة كنوز غذائية، وليست مجرد قنابل تزخر بالسعرات الحرارية العالية. تحتوي الفواكه الجافة على نسبة مائوية من السكريات تعادل خمسة أضعاف ما تحتوي عليه الفاكهة الطرية، أي بنسبة 65 في المائة في المتوسط، كما تحتوي على كميات ليست بالقليلة من المواد المعدنية والمواد المكملة، تعادل من 4 إلى 5 مرات الكميات الموجودة بالفاكهة الطازجة. هذا إلى جانب احتوائها على عدد كبير من الفيتامينات، عدا فيتامين "ج" الذي يجري أكسدته عند عملية التجفيف، مقابل ذلك تحتفظ هذه الفواكة بفيتامين "أ"، إلى جانب احتفاظها بالفواكه المجففة بنسبة ألياف أكثر من الموجودة في الفواكه الطازجة. مكونات غذائية مهمة تعتبر الفواكه الجافة الزيتية، غنية بالدهون الغير مشبعة والجيدة للجسم، إلا أنها ضعيفة وتتعرض سريعا للأكسدة، لذا فمن الأفضل أن يحفظ اللوز والبندق فى أوعية زجاجية فى حرارة باردة، ويجب تفادي استهلاك الفواكه الجافة التي تكونت عليها بعض الفطريات، التي تعتبر سامة. وتعتبر حبوب البندق، واللوز، والجوز، و"الكاجو"، من الأطعمة ذات قيمة غذائية كبيرة، إلا أن الدهون الموجودة بها، تحتوي على أحماض ذهنية غير مشبعة عالية القيمة والفائدة لصحة الإنسان، وتصنف ضمن الفواكه الزيتية الجافة، وتزخر بكميات كبيرة من المعادن، مثل الفوسفور والمنغنيسيوم، ومن الأمثلة على ذلك، احتواء البندق واللوز على كمية كبيرة من الأحماض الدهنية الأحادية الغير مشبعة، التي تلعب دورا نافعا في بناء الكوليسترول غير الضار، إلى جانب احتوائها على ألياف نافعة للأمعاء، وكذلك فيتامين "ه" المضاد للأكسدة، وعلى البروتينات. وللمعرفة، فإن اللوز يتوفر على 593 سعرا حراريا في كل 100 غرام ، والجوز على650، الاستهلاك السليم يوصي أطباء التغذية بضرورة الانتباه إلى الكميات التي يجب استهلاكها من الفواكه الجافة، فرغم أنها تعطي إحساسا سريعا بالشبع، بالإضافة إلى أنها مفعمة بالبروتينات والدهون النباتية، التى يحرقها الجسم بسهولة، إلا أنه لا يعني التهام عبوة كاملة من الفستق المحمص أو المملح، على سبيل المثال، بل يجب تناولها باعتدال، ويفضل عدم تجاوز مقدار 50 غراما يوميا. تتعدد الطرق الممكنة لاستهلاك الفواكه الجافة، إذ يمكن على سبيل المثال إضافة كمية من اللوز أو البندق مهروسة على الخبز بدلا من وضع الزبدة أثناء تناول وجبة الإفطار، إذ تكفي ملعقة حساء يوميا منها في الصباح، لأن يجري امتصاص الدهون بسهولة. كما يمكن أن تضاف إلى أطباق الوجبات من الخضروات النيئة، بعض الفواكه الجافة، ما يضفي عليها نكهة ويجعلها سهلة الهضم. ومن طرق استهلاكها، أن تبلل الفواكه الجافة بالماء البارد، لما يساعدها على إطلاق عملية الإنبات وإنتاج الأنزيمات، فيسهل امتصاصها خاصة البروتينات، التي تعتبر من عناصر تقوية الجسم على المقاومة، إذ يكفي شطف الحبوب قبل مضغها، إذ سيكون مذاقها قريبا من الفواكه الطازجة. كما تتوفر طرق أخرى، من خلال إضافة فواكه جافة على بعض الحلويات المحضرة في البيت، مثل الكيك المضاف إليه اللوز أو العنب المجفف، الذي يمكن استهلاك قطعة منه في العشية. ينصح أخذ حبتين أوثلاث يوميا من الفواكه الجافة، ليحصل الإنسان على الجرعة اليومية الموصى بها من "الأوميجا 3" النباتية، التى تشارك فى الأداء الجيد لوظائف الأوعية الدموية.