أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة ميسان، أمس الأحد، أن القوات الإيرانية انسحبت ليل السبت الأحد، من البئر النفطية التي كانت تسيطر عليها منذ الجمعة الماضي، على الأراضي العراقية.وقال ميثم لفتة لوكالة فرانس برس إن القوات الإيرانية رحلت خلال الليل، وعاد عمال شركة نفط الجنوب إلى البئر أمس الأحد. وكان عسكريون وتقنيون إيرانيون سيطروا الجمعة على البئر رقم 4 على الحدود بين البلدين، في أول حادث خطير بين الجارين منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في 2003. وأكد المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد أن البئر تقع في حقل الفكة النفطي العراقي، وجرى طرحها ضمن جولة التراخيص الأولى التي جرت في يونيو الماضي. وتقع البئر، التي تحمل الرقم 4 في حقل (الفكة) النفطي، الذي يمثل جزءا من ثلاثة حقول يقدر مخزونها ب55،1 مليون برميل. وقال وكيل وزارة الخارجية العراقية، محمد الحاج حمود، لوكالة فرانس برس" اجتمعنا مع السفير الإيراني في بغداد، لإبلاغه بأن هذا الهجوم غير مقبول، كما أبلغت سفارتنا في طهران وزارة خارجيتهم طلبا لسحب قواتهم، لكنهم لم يفعلوا حتى الآن". وأشار وكيل وزارة الخارجية إلى أنها المرة الأولى التي يحدث ذلك، سابقا كان الإيرانيون يمنعون فنيينا من العمل في هذه البئر، التي اكتشفت في العراق العام 1974، من خلال إطلاق الرصاص باتجاههم، لكنهم لم يحتلوها أبدا من قبل. وكان مجلس الأمن الوطني العراقي قد عقد اجتماعاً طارئاً في وقت متأخر من مساء الجمعة، لبحث التقارير التي أفادت بقيام وحدة من القوات الإيرانية بالتوغل داخل الأراضي العراقية، واحتلال حقل نفطي بمحافظة "ميسان" جنوبي العراق. وصف الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، التحرك الإيراني بأنه يشكل "خرقاً للحدود، وتجاوزاً على سيادة العراق وأراضيه"، مشيراً إلى أن حقل "الفكة" جرى حفره في عام 1979، و"يعتبر جزءاً من الأراضي العراقية". ويأتي الحادث قبل شهر واحد من بدء عمل لجنة مشتركة بين البلدين يترأسها حمود عن الجانب العراقي، للبدء بترسيم الحدود البرية والبحرية في شط العرب مع إيران. وأقرت إيران بالاستيلاء على البئر النفطية التي تقع في منطقة متنازع عليها ضمن المنطقة الحدودية مع العراق، لكنها أكدت أن البئر تقع داخل الأراضي الإيرانية، وحاولت التقليل من حدة الخلاف الدبلوماسي. وقال قائد القوات المسلحة الإيرانية في بيان نقلته قناة العالم الإيرانية الفضائية إن قواتنا موجودة على أرضنا، وعلى أساس حدود دولية معروفة، وهذه البئر تعود إلى إيران. ولم تصل العلاقات بين البلدين إلى هذه النقطة، منذ وصول الأحزاب الشيعية التي أمضى بعض قادتها وقتا طويلا في طهران إلى السلطة، بعد الغزو الأميركي في 2003. وسبق أن اتهمت بغداد جارتها إيران بقطع روافد المياه التي تصب في نهر دجلة وشط العرب. وكان مسؤول في شركة نفط الجنوب يعمل في العمارة (305 كلم جنوب بغداد) أكد وصول قوة إيرانية فجر الجمعة الماضي، إلى الموقع النفطي الذي يقع ضمن محافظة ميسان. وأقامت القوات العراقية حواجز تفتيش على مسافات بعيدة من البئر ومنعت أي جهة من الاقتراب. وردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي عما إذا كانت القوات الأميركية ستتصدى لدخول القوات الإيرانية وسيطرتها على بئر نفطية، قال الأميرال، مايكل مولن، رئيس أركان الجيش الأميركي إن قرارا بتدخل عسكري يحتاج إلى قرار رئاسي. وأعرب عن قلقه قائلا"أعتقد أن من المهم أن تكون العلاقات الإيرانية مع العراق ذات تأثير فاعل لصالح الشعب العراقي، لكن الأمر لا يبدو كذلك، ونحن ندرك ذلك". وأضاف" إن معظم التدخلات الإيرانية ذات تأثير سلبي، وناقشنا هذا مع القادة العراقيين".