تظاهر مئات من العراقيين أمام مبنى القنصلية الإيرانية في البصرة، جنوب العراق، للاحتجاج على احتلال القوات الإيرانية أراضي عراقية في محافظة ميسان. واتهم المتظاهرون إيران بالعمل على زعزعة استقرار العراق باحتلالها مناطق واسعة، خاصة مناطق نفطية، كما حدث في إحدى الآبار في حقل الفكة النفطي. وسلم المتظاهرين رسالة احتجاج إلى القنصل الإيراني، طالبوا فيها الحكومة الإيرانية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، والخروج الفوري من منطقة الفكة. وأعلن ناطق باسمهم «سنقوم بإجراءات أخرى، من بينها مقاطعة البضائع الإيرانية وغيرها من الإجراءات التي ستجبر الحكومة الإيرانية على الخروج من آبار الفكة النفطية، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلدنا». وكانت قوة عسكرية إيرانية قد توغلت، يوم دجنبر الماضي ، إلى داخل الشريط الحدودي العراقي بمحافظة ميسان بجنوب العراق، وفرضت سيطرتها على البئر رقم أربعة في حقل الفكة النفطي العراقي. وبعد ذلك بأيام ، قال مسؤول عراقي إن إيران انسحبت جزئيا من البئر أربعة بمنطقة الفكة، لكن قواتها بقيت داخل الأراضي العراقية، وذلك بعد ساعات من اتفاق البلدين على تشكيل لجنة مشتركة لحل المسألة دبلوماسيا، بما في ذلك اتخاذ التدابير اللازمة لتطبيق الاتفاقيات ذات الصلة بترسيم الحدود. وفي طهران، أكد مصدر سياسي مطلع أن إيران تنتظر رد العراق بشأن تعيين لجنة مشتركة تعنى بالشؤون الحدودية بين البلدين. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية« إيسنا» عن المصدر قوله إن بلاده أعلنت استعدادها لاستكشاف الإشارات الحدودية مع العراق، وهي تنتظر حالياً الرد العراقي لاختيار لجنة مشتركة تعنى بالشؤون الحدودية. على صعيد آخر، انتقد مساعد وزير خارجية إيران ، عدم قيام طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي، بالتوقيع على رسالة الإفراج عن المعتقلين الإيرانيين المحتجزين لدى العراق. ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن حسن قشقاوي، قوله إن المعتقلين لم يفرج عنهم رغم مرور عام ونصف العام، مضيفا أن إطلاق سراحهم «متوقف على توقيع الهاشمي».