قرر تلاميذ وأساتذة والإدارة التربوية للثانوية التأهيلية عبدالله العياشي، التابعة لنيابة عين الشق في الدارالبيضاء، خوض تجربة في التدبير التشاركي للمؤسسات التعليمية العموميةتلاميذ وأساتذة ثانوية عبد الله العياشي يشمرون على سواعدهم لتجميل المؤسسة تعد هي الأولى من نوعها في المجال، إذ شرع المتطوعون، منذ الأسبوع الماضي، في جمع تبرعاتهم المالية، لتنفيذ مجموعة من الأعمال، التي تحتاج إليها مؤسستهم والتي تساهم في توفير شروط مريحة لاشتغالهم داخلها، وترفع من جودة تعلمهم بين جدرانها. ركزت الأعمال التطوعية لأساتذة وتلاميذ ثانوية العياشي على إعادة صباغة قاعات الدروس والممرات وقاعة العروض، حرصوا خلالها على أن تتوفر في الصباغة شروط الجمالية والتناسق، بمشاركة مادية من أساتذة المؤسسة، الذين ساهموا بمبالغ مالية فردية، تطوع خلالها أحد الأساتذة بمبلغ 2000 درهم، بينما تراوحت قيمة مساهمات كثير من الأساتذة ما بين ثلث أو خمس أجرهم الشهري، إلى جانب المساهمات المادية للتلاميذ، التي تراوحت قيمتها، حسب إمكانات كل واحد منهم. إصلاحات بالجملة وذكر أحد الأطر التعليمية في المؤسسة المذكورة ل"المغربية"، أن الأشغال التطوعية، شملت أيضا، تجديد أقفال ومقابض الأبواب، بينما تكفل أحد التلاميذ بعملية التنفيذ، كما هموا بتغيير مصابيح إنارة الأقسام والممرات، بتمويل من تلاميذ أحد الأقسام، إذ اشتروا 40 مصباحا جديدا. وتحدث أحد الأساتذة عن أن العملية التطوعية، هي نتاج النجاح الذي لاقته المبادرة السابقة، خلال السنة الماضية، إذ ساهم الأساتذة والتلاميذ في بناء نافورة جميلة وسط المؤسسة، ما ساهم في خلق ساحة خضراء، عبر تمويل شراء النباتات وغرسها، بشراكة مع جمعية الآباء وأمهات وأولياء التلاميذ. وأوضح أحد أساتذة ثانوية العياشي، ل"المغربية"، أن المبادرة تأتي في إطار سعي الأساتذة والتلاميذ والإدارة التربوية للمؤسسة على انخراطهم في تنفيذ المخطط الاستعجالي، الذي تدعو من خلاله وزارة التربية والتعليم إلى المشاركة في تطبيق مضامينه، سيما في ما يتعلق بالدعامة 9، التي تنص على تحسين فضاء المؤسسات، وجودة بنيات الاستقبال، وتجاوبا مع المذكرة الوزارية الأخيرة المتعلقة بتفعيل دور الأستاذ تربويا واجتماعيا. وتحدث المصدر ذاته عن أن المتطوعين داخل المؤسسة يرمون إلى منح الدليل المادي للوزارة الوصية، على استعدادهم للمشاركة الاجتماعية داخل مقرات عملهم، وبالتالي البرهان على أن الأستاذ ليس دائما ضد مشاريع الإصلاح، أو معرقل لعملية تطبيقها. وذكر المصدر ذاته بأن الأطر التربوية يحاولون الخروج من النظرة التقليدية المكونة حول الإدارة التربوية، واعتبارها المسؤولة الوحيدة والدائمة على جميع الأنشطة والأشغال الإصلاحية داخل المؤسسة التربوية، وإنما لا بد من إشراك جميع المكونات، بمن فيهم التلاميذ، لترسيخ روح التعاون والتشارك في ما بينهم، وزرع روح الانتماء في نفوسهم إلى المؤسسة للحفاظ عليها. عمل نبيل وأشارت المصادر إلى أن الإدارة التربوية للمؤسسة اعتبرت مبادرة الأساتذة والتلاميذ، أنها عمل تطوعي يأتي في إطار تطبيق المشروع الثالث من البرنامج الاستعجالي، خاصة الهادف إلى إشراك الفاعلين الأساسيين والمباشرين في تأهيل المؤسسة، وتوفير الظروف الجيدة لاشتغال المدرسين والتلاميذ، وأن الأطر العاملة في المؤسسة، تبرهن بعملها النبيل عن روح عالية للمسؤولية لخدمة المدرسة العمومية، بدعم من الدور الإيجابي للتلاميذ وجمعية آباء التلاميذ، التي اعتبرت أنه نادرا ما يجري تنفيذ إصلاحات في المؤسسات العمومية من المال الخاص للعاملين فيها. كما نوه تلاميذ وأساتذة المؤسسة بالعملية، واعتبر بعض الأساتذة أن الأشغال المنفذة، السابقة والحالية، ساهمت بشكل كبير في تغيير المنظر العام للمؤسسة، وحولتها إلى فضاء جميل يعطي رغبة كبيرة في ولوجه، بينما عبر التلاميذ المتطوعون عن رغبتهم في تعميم التجربة على باقي مؤسسات التعليم العمومية.