أعلنت منظمات فلسطينية حقوقية ومكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، أن انتهاكات حقوق الإنسان ما تزال متواصلة في الأراضي الفلسطينية من جانب كل السلطات.وقالت ايفا توميك مسؤولة مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان، في مؤتمر صحفي في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان "نشعر بالقلق إزاء ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطيني من جانب جميع الجهات المسؤولة". وردا على سؤال حول تجنبها تحديد هذه الجهات المسؤولة, وما إذا كانت إسرائيل أو السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أو حركة حماس في قطاع غزة, قالت توميك إن "انتهاكات حقوق الإنسان هي انتهاكات, بالتالي فإن حقوق الإنسان تنتهك من كل الجهات". وأوضحت أن هذه الانتهاكات "تشمل الاعتقالات التعسفية, والتعذيب, وسوء المعاملة, القيود المفروضة على حرية التعبير, عنف المستوطنين دون رادع, إضافة إلى مجموعة واسعة من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية". وقالت توميك "نشعر بالقلق لان المدافعين عن حقوق الإنسان سواء كانوا في القدس وبقية الضفة الغربية أو في قطاع غزة, يواجهون باستمرار قيودا وعقبات أثناء تأديتهم عملهم". وأكدت أن "انتهاكات حقوق الإنسان تستمر في ظل الإفلات من العقاب على نطاق واسع في كل أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة". وعن رأيها في الاعتداءات التي يتعرض لها فلسطينيون في الضفة الغربية من جانب مستوطنين, قالت توميك إن مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان يقوم بمراقبة هذه الاعتداءات وسيقدم بشأنها تقريرا في مارس المقبل. من جهتها, قالت رندة سنيورة، المديرة التنفيذية للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، إن ما يميز انتهاكات حقوق الإنسان انه "لا مساءلة ولا محاسبة لمرتكبيها على الصعيد الفلسطيني, خصوصا في ظل غياب جهة رقابية مثل المجلس التشريعي". وأضافت "هناك سوء معاملة وتمييز واعتقالات تعسفية وفصل من الوظيفة العمومية تجري في الضفة الغربية وقطاع غزة من دون مساءلة أو محاسبة". وقال شعوان جبارين مدير (مؤسسة الحق) الفلسطينية إن "ما بين الذكرى الماضية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذكرى الحالية قتل 1460 فلسطينيا غالبيتهم خلال الحرب الإسرائيلية على غزة" بين نهاية 2008 وبداية 2009 , "وقتل أيضا في الضفة الغربية 26 فلسطينيا, وجرى تدمير62 بيتا". واتهم جبارين الذي تحدث باسم تسع منظمات حقوقية فلسطينية, المجتمع الدولي باتخاذ موقف "مخجل وعاجز إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون, ما يؤدي إلى تدهور الأوضاع أكثر وأكثر". لكنه أشار إلى تقرير القاضي ريتشارد غولدستون عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة, واصفا إياه بأنه "صحوة جزئية في المجتمع الدولي, قد يعيد ثقة الفلسطينيين بالمجتمع الدولي ولو في شكل جزئي". وبتفويض من الأممالمتحدة, وضع غولدستون تقريرا اتهم فيه إسرائيل ومجموعات مسلحة فلسطينية بارتكاب "جرائم حرب" خلال المواجهات في غزة والتي أسفرت عن مقتل 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا, ما أثار غضب إسرائيل التي تحشد كل طاقاتها منذ نشره في منتصف سبتمبر للتعتيم عليه خصوصا انه سيحال على مجلس الأمن الدولي وعلى الصعيد الفلسطيني الداخلي, قال جبارين إن "الوضع الفلسطيني في تدهور والتعذيب يمارس ضد المعتقلين, والاعتقالات التعسفية قائمة, والجرائم التي تجري تحت مسمى قضايا الشرف مستمرة". وأكد أن "القوانين والآليات المتبعة في المحاسبة لا ترتقي إلى مستوى هذه الجرائم". ويخضع الفلسطينيون في الضفة الغربية للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس, علما أن إسرائيل تسيطر على مناطق واسعة من الضفة والقدسالشرقية, فيما تسيطر حركة حماس على قطاع غزة، منذ يونيو2007 .