شهد حفل تكريم الفنان المغربي، سعيد التغماوي، مساء أول أمس الثلاثاء، بقصر المؤتمرات بمراكش، حضور جماهير غفيرة، من الشباب والمعجبين بهذا الفنان العالمي، المؤمن بالقدرة على تغيير الأشياء، عبر الكفاح والمثابرة.وغصت قاعة الوزراء الكبيرة بجماهير غفيرة، فضل التغماوي تحيتها بالاقتراب منها، رغم اعتراض الحراس الخاصين، وتوقيع الأتوغرافات، وأخذ صور مع الشباب، وقبل الأطفال منهم، وكان سعيدا بهذا الحب والكرم الاستثنائيين بالمغرب. وفي كلمة بالمناسبة، قال المنتج المغربي، عمر جوال، صديق التغماوي منذ 17 سنة، الذي سلمه النجمة الذهبية للمهرجان، إن الأخير "شاب مدهش ومتألق على مستويات عدة، أدى أدوارا مذهلة، بفضل شغفه الكبير بالعمل وصقله لموهبته"، معتبرا أنه "مواطن عالمي، وسفير للمغرب من طراز نادر، يرفع بشموخ قيم التسامح العالمية". وأضاف جوال، الذي اشتغل إلى جانب التغماوي، خصوصا في شريطي "مراكش إكسبريس"، و"موقاديشيو ويلكوم"، أن تنوع أدوار التغماوي في العديد من الأفلام، التي مثل فيها، يجعل منه "شخصية فريدة ذات قيم إنسانية، دون أن يغفل التشبث بجذوره الثقافية". من جانبه، قال النجم المحتفى به، بتأثر كبير، إن "الجائزة،هي جائزة لكل المغاربة، وتكريمي تكريم للشباب المكافح، الذي من حقه الحلم، والسعي لتحقيق أحلامه، شرط عدم حرق المراحل"، معربا عن تأثره الشديد لوجوده على أرض أجداده، من خلال مهرجان يكرم الشباب المغربي المهاجر. ووجه "الشكر الكبير لجلالة الملك محمد السادس، لإرادته في خلق مهرجان كبير من هذا المستوى يخدم الفن والثقافة بالمغرب، وللأمير مولاي رشيد، الذي جعل هذا المهرجان من أحسن التظاهرات السينمائية بالعالم". كما وجه شكره لنورالدين الصايل، وفيصل العرايشي، "اللذين يشتغلان في الظل". وفي ندوة صحفية، نظمت في وقت سابق من اليوم نفسه، ذكر التغماوي أن الأفلام، التي يشارك فيها، تتناول قضايا تهم الجميع، وتحمل رسائل إنسانية. وقال إن التمثيل ليس أمرا سهلا، بل إرادة ومثابرة قبل أي شيء آخر. وبخصوص اشتغاله إلى جانب مخرجين مغاربة، أعلن أنه لا يعتزم المشاركة في أعمال مغربية ل"مجرد المشاركة"، موضحا أنه حريص على أن تكون الأعمال، التي سيشارك فيها، " تتجاوز الحدود"، معربا عن أمله في أن تشارك بعض من تلك الأعمال في مسابقة المهرجان الدولي بكان. في الإطار ذاته، أشار الممثل المغربي إلى أنه يرغب في الاستثمار في السينما المغربية، وأنه سيعمل مع المخرجين نور الدين الخماري، ونرجس النجار، في عملين "سيكونان ببعدين، ثقافي، وشعبي". من جانب آخر، تحدث التغماوي عن "النقاشات المغلوطة"، الدائرة على الصعيد العالمي حاليا، حول مواضيع مثل "الحجاب" و"الإرهاب" ، منبها إلى ضرورة عدم الخلط بين السينما والسياسة، رغم أن مهمة السينما تتمثل في مساءلة السياسة، قائلا إن "السياسيين قادرون على تحطيم أي شيء، من أجل مصالحهم الخاصة". وحول توجهه إلى الإعلانات الخاصة بالتنبيه بحوادث السير في المغرب، ذكر التغماري أن الأمر جاء بدافع شخصي، وجراء حادث سير تعرض له صديقه في الطريق المؤدية إلى أكادير، هز كيانه، وجعله يتصل بالسلطات المغربية لإنجاز إعلانات تحسيسية بحوادث السير ، لأن حوادث السير تحصد يوميا أرواح 12 شخصا بشكل مجاني. وأضاف التغماوي أن الفنان، في نهاية المطاف، صورة، لذلك عليه أن يختار أين سيضع صورته، هل سيخدم الناس، أم أنه سيتاجر بها في مواد استهلاكية؟. وعن السر في نجاحه في نحت اسمه في الصفحات الذهبية للسينما العالمية، قال التغماوي إن الأمر بعود إلى "المثابرة والتضحية"، وشبه نفسه ب"صعلوك يتدثر السماء"، في إشارة إلى كثرة ترحاله، معبرا عن تفكيره في تكوين أسرة وإنجاب أطفال، والاستمتاع بخيرات المغرب ومميزاته. يشار إلى أن سعيد التغماوي، المزداد بفيلبانت (فرنسا) سنة 1973 من أبوين يتحدران من المغرب، بدأ حياته ملاكما، قبل أن تتضح مواهبه السينمائية عام 1994، من خلال فيلم "الكراهية"، لماتيو كاسوفيتس، الذي حاز جائزة الإخراج في مهرجان كا، "عام 1995، وجائزة الفيلكس الذهبية في مهرجان برلين، وثلاث جوائز سيزار.