قال الفنان المغربي سعيد التغماوي، إن التكريم الذي حظي به من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته التاسعة أعطاه "شحنة قوية للعمل على إنجاز أعمال سينمائية مغربية تخترق الحدود" و"تدخل غمار المنافسة على الأوسكارات". وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد سعيد التغماوي، أنه يضع تجربته وخبرته العالمية في خدمة السينما الوطنية، وفي خدمة الفنانين المغاربة الذي يود أن يتقاسم معهم التجربة التي راكموها. وقال التغماوي، إن الوقت قد حان بالنسبة للسينما المغربية لتدخل غمار المنافسة على الأوسكارات، وأن تحقق مزيدا من الانتشار في المهرجانات العالمية. وبخصوص أعماله المغربية المقبلة، أعلن التغماوي أنه بصدد التحضير لعملين فنين مع المخرج نور الدين الخماري، يتناول أحدهما موضوع الهجرة، كما أعلن أنه يعتزم المشاركة في فيلم من توقيع المخرجة المغربية نرجس النجار. وعن السبب في هذا الاختيار، قال سعيد التغماوي إن "هذين المخرجين يمتلكان أسلوبا فريدا في الإخراج، كما يتمتعان برؤية فنية واضحة"، معربا عن إعجابه بأعمالهما. يقول الفنان المغربي "أنا فنان ملتزم، وفخور بأن أكون كذلك " ،مضيفا أنه حريص كل الحرص على اختيار مواضيع أفلامه، التي تتناول في مجملها ما يهم المجتمع ويلامس الواقع " دون السقوط في فخ الصور الجاهزة والنمطية". من جانب آخر، أعرب سعيد التغماوي، الذي انطلقت شهرته بفيلم "لا هين" (الكراهية) لماتيو كاسوفيتس ، عن أسفه لكون بعض الأفلام، ما زالت "تقدم صورا مغلوطة وبعيدة عن الواقع عن المهاجرين العرب" وهي الصورة التي أصر التغماوي على أنها "لا تعكس بتاتا الحقيقة، وفيها كثير من المبالغة". " لقد آن الأوان للتخلص من عقدة امتلاك الغرب لمفاتيح النجاح، فالنجاح يأتي بالإصرار والمثابرة والتمكن من الأدوات السينمائية والمغامرة والجرأة" يقول التغماوي، مشددا على أن العمل الذي تتوفر فيه الجرأة في اقتحام المواقع العالمية لصناعة السينما هو أفضل رد على تلك "النقاشات المغلوطة" حول مواضيع مصطنعة ك "الإرهاب" وغيره. وفي هذا الصدد، قال الفنان المغربي إنه أول عربي يؤِدي دور البطولة المطلقة في لعبة للأطفال بالغرب، و"هذا في حد ذاته كاف لتغيير العقليات والصور النمطية الجاهزة، خاصة أنها موجهة للأطفال". وفي سياق متصل ، نوه التغماوي بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش ، الذي "يشجع الإبداع ويكرم الشباب، خاصة شباب المهجر"،الذي قال عنه التغماوي، إن "من حقه الحلم وتحقيق أحلامه"، وفي هذا الإطار يدخل "التكريم الذي خصني به المهرجان" الذي "سيبقى علامة مضيئة في مساري المهني". وعرج التغماوي إلى فترة ممارسته للملاكمة ، التي قال إنها تعلم منها الكثير، خاصة التمسك بهويتة وخصوصيته المغربية والدفاع عنها باستماتة أينما حل وارتحل. يشار إلى أن سعيد التغماوي، المزداد بفيلبانت (فرنسا) سنة 1973 من أبوين ينحدران من المغرب، بدأ حياته ملاكما قبل أن تتضح مواهبه السينمائية عام 1994 من خلال فيلم "لا هين" (الكراهية) الذي حاز على جائزة الإخراج في مهرجان "كان" عام 1995، وجائزة الفيلكس الذهبية في مهرجان برلين، وثلاث جوائز سيزار. أجرى الحوار: عبد الله البشواري وكوثر كريفي-