قال الممثل المغربي والعالمي سعيد التغماوي إنه يكره أن تتدخل السياسة في السينما، لأن هذا المزج بين الاتجاهين يؤرقه. في إشارة منه لما أسماه فتح النقاش المغلوط والملتبس للحجاب والإرهاب في العالم. وأبدى سعيد التغماوي، في الندوة التي احتضنها قصر المؤتمرات بمراكش ضمن اليوم الخامس من فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للسينما بعاصمة النخيل اعتزازه بانتمائه المغربي. ,في رده عن سؤال حول مشاريعه المسقبلية، أشار التغماوي إلى إن تفكيره الآن منصب على مستقبله الأسري، في هذا السياق قال التغماوي: «أنا الآن في مرحلة البحث عن زوجة، أم أولادي، تشاركني أركان وبولفاف والشوا»، وتوجه في تلك اللحظة إلى الصحفيين الأجانب بالقول: «هذه الأشياء لا يمكن أن تفهموها، لأنها شأن فيه خصوصية بيننا نحن العرب»، في إشارة خفية إلى التقاليد المغربية والإسلامية. وأضاف التغماوي في ندوته الصحفية التي شهدت حضورا لافتا لوسائل الإعلام المحلية والدولية أنه أسند دور البحث عن الزوجة إلى مدير الكاستينغ. في موضوع آخر، أشار سعيد التغماوي، الذي لم تفارقه الابتسامة والدعابة طيلة مدة الندوة الصحفية، إلى أن هناك العديد من المشاريع السينمائية مع مخرجين مغاربة، إذ سيخوض تجربة سينمائية مع المخرج نور الدين الخماري، بعد انتهاء الأخير من تصوير الفيلم السينمائي»زيرو» الذي استفاد من دعم صندوق المركز السينمائي المغربي. وأضاف سعيد التغماوي أن فيلمه السينمائي الجديد مع نور الدين الخماري، ستكون الهجرة تيمته الأساسية، كما أن هناك، يقول التغماوي، مشروعا سينمائيا آخرا مع المخرجة نرجس النجار التي استفادت بدورها من صندوق دعم السينما. ولم يستبعد التغماوي، الذي سبق وأن قام ببطولة فيلمي «علي زاوا» لنبيل عيوش و«قنديشة» للمخرج أوليفي كوهين، أن يخوض تجارب سينمائية مع مخرجين آخرين. واشترط لتحقيق هذه المشاركة السينمائية أن يكون العمل متميزا ومتكاملا بإمكانه أن يشارك في مهرجان «كان» ولم لا الفوز بإحدى جوائز الأوسكار. وبلغة معبرة قال سعيد التغماوي: «أنا متحمس لأخدم بلدي بعد معاناتي في الغربة. وفي علاقة بنور الدين الخماري، أكد التغماوي أنه من توسط للخماري لدى المنتج التونسي الشهير طارق بنعمار، مدير قناة «نسمة تي في» لترويج الفيلم «كازا نيكرا» في الخارج، لقد «زارني الخماري رفقة مسؤولين شركة «سيغما» التي أنتجت فيلم «كازا نيكرا»، وناقشنا الفكرة مع بنعمار، واقتنع بإمكانية توزيع هذا العمل السينمائي، كما اشترى بنعمار الفيلم لقناته التلفزيونية»، يقول سعيد التغماوي. وجدير بالذكر أن ندوة التغماوي شهدت تأخيرا في موعدها المحدد، بسبب تأخر الممثل الشهير الذي قدم اعتذاره بشكل امتص غضب الصحفيين الذين ظلوا ينتظرون قدومه لعدة دقائق. وجدد سعيد التغماوي في ليلة التكريم اعتزازه بانتمائه للمغرب، واعتبر في كلمته أن تكريمه بمراكش هو تكريم لكل المغاربة، وعبر عن تأثره العميق لتواجده في أرض الأجداد. وأكد أن من حق أي فنان أن يحلم بأن يصبح شهيرا شريطة الاشتغال والعمل بشكل جيد في مجاله دون المغامرة بحرق المسافات والمراحل. وطالب التغماوي بتقديم التحية للأم المغربية التي وصفها بالمحارب والتي اليوم لا تتوقف عن العطاء. ووعد سعيد التغماوي الحاضرين بالاجتهاد لخدمة المغرب أرض الأجداد ورد الجميل لهذا الوطن الذي اكتشف واحتضن موهبته الفنية الكبيرة. وقبل ذلك سرق سعيد التغماوي الأضواء بعد اختياره الحرص على تقديم السلام إلى أغلب الجمهور القريب من البساط المخصص، وخص الأطفال الصغار بقبلات معبرة. وعمد سعيد التغماوي بشكل جميل أمام عدسات الكاميرات إلى تقبيل يد امرأة مراكشية وقفت لعدة ساعات لرؤية هذا الفنان المغربي الكبير. وزار النجم المغربي ساحة الفنا في اليوم ذاته لتقديم فيلمه «علي زاوا»، وذكر الجمهور الذي كان يعد بالمئات تعلقه بالجمهور المغربي وتشبته بأصوله المغربية، واعدا بتقديم شيء إلى هذا الوطن. وبعيدا عن تكريم سعيد التغماوي، شهد اليوم الخامس تألق الفيلم البلجيكي»البارونات» الذي استطاع أن يخلف صدى طيبا لدى أغلب النقاد والمهتمين بالسينما من خلال أسلوبه الكوميدي وأداء ممثليه الذي ضموا في عضويتهم بعض المغاربة. وتحكي قصة الفيلم عن صراع شخص يدعى حسن يطمح إلى أن يصبح بارونا في الحياة، يعيش على حلم أن يضحك الآخرين كفكاهي، وهذا ما جعل والده يرفض هذا الاختيار. وعلى الخط ذاته، يعيش حسن قصة حب بينه وبين ابنة حيه مليكة أخت صديقه منير الذي يريد أن يحافظ على علاقته به كبارونين كبيرين، هذا ما سيدخله في مواقف واختيارات صعبة حول البقاء أو مغادرة الحي. ورشح الفيلم الذي عرف مشاركة صلاح الدين بنموسى وفاطمة وشاي، من طرف العديد من النقاد والمهتمين للفوز بإحدى جوائز المهرجان.