دعا السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، محمد لوليشكي، المجتمع الدولي إلى مواكبة العمل، الذي تقوم به لجنة بناء السلام. وأشار لوليشكي في مداخلة، مساء الجمعة، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن "نجاح مهام اللجنة ستكون له آثار تتجاوز حدود الدول، حيث تشتغل هذه اللجنة، ليبلغ وقعه البلدان المجاورة". وشدد على أنه "يتعين، ليس فقط على الدول الأعضاء باللجنة، بل على مجموع المجتمع الدولي مواكبة تحقيق الهيئة للأهداف النبيلة، التي أحدثت من أجلها"، مذكرا بأن هذه اللجنة تعكس "حرص المجتمع الدولي على العمل على استقرار البلدان التي خرجت من النزاع". وأضاف أن المغرب، "انطلاقا من انخراط صاحب الجلالة الملك محمد السادس لصالح التعاون جنوب - جنوب، على الخصوص، في قارتنا الإفريقية"، يظل "مستعدا لوضع تجربته المتواضعة رهن إشارة البلدان الإفريقية، التي تدخل ضمن برنامج اللجنة"، على غرار "ما قام به وما يواصل القيام به في فترة إرساء السلم". وبخصوص عمل لجنة بناء السلام، اعتبر السفير أنه "رغم حداثة عهدها، أبانت عن قيمتها المضافة في استقرار الأوضاع في فترات ما بعد النزاع". غير أنه أشار إلى أن مساهمة اللجنة يمكنها أن تصبح أكثر فعالية، إذا أمكنها توسيع الشراكة التي تجمع رئيس اللجنة بالهيئات الأممية الأساسية لضم أكبر عدد ممكن من أعضاء اللجنة. وأوضح لوليشكي أن المغرب يعتبر أن "اللجنة مدعوة إلى تطوير قواعدها وإجراءاتها، وطرق اشتغالها بهدف الرفع من الفعالية والتناسق والشفافية في عملها". كما دعا الدبلوماسي المغربي إلى إيلاء مزيد من الأهمية في عمل اللجنة، إلى الجانب التعليمي والتكويني، وكذا تطوير البنى التحتية وإصلاح القطاع الخاص وتشجيع الاستثمارات. وأشاد الممثل الدائم للمغرب، من جهة أخرى، بعمل اللجنة، وعلى الخصوص، في بوروندي وسيراليوني، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وغينيا بيساو، وهي بلدان استفادت من مساعدة اللجنة في القيام بعدد من الإصلاحات في ميادين الحكامة الجيدة، والعدل، وترسيخ دولة القانون، رغم العراقيل والتحديات التي واجهتها".