أوقفت مصالح الأمن، بعد شهرين من التحريات والتحقيق، حارس متحف "الإبريز"، بالرباط، أحمد (ب)، الذي فر، بعد اكتشاف سرقة مجموعة كبيرة من اللوحات التشكيلية النادرة من المتحف، وشخصا آخر، يدعى جمال (ب)..عبد الجبار الحريشي محافظ متحف الإبريز(ت سوري) فيما يتابع في حالة سراح مجموعة من المتهمين، فيهم وسطاء، وسماسرة، وموظفون، وأشخاص اقتنوا تلك اللوحات، وهم على علم بأنها مسروقة. وما زالت التحقيقات جارية معهم للوصول إلى الشبكة المتخصصة، التي تقف وراء عملية أكبر سرقة فنية بالمغرب. وقال عبد الجبار الحريشي، محافظ متحف الفن المعاصر "الإبريز"، الذي يوجد بالمدينة القديمة في الرباط، إن "الشرطة القضائية تقوم بواجبها، وبدأت تفك خيوط هذه السرقة الفنية، التي يقف وراءها أشخاص نافذون، ووسطاء في المجال الفني بالمغرب، الذي يعرف الكثير من الفوضى، ما يجعل التجارة في المسروقات عملا متداولا بين المجمعين والوسطاء، وحتى بعض أصحاب المحلات التجارية". وأضاف الحريشي، في تصريح ل"المغربية"، أن الشرطة أوقفت حارس المتحف، وشخصا آخر، يدعى جمال (ب)، غير أن الحارس الليلي للحي ما زال فارا، فيما مازالت الشرطة القضائية تحقق مع العديد من الوسطاء والمجمعين. وقال إن "وراء هذه السرقة عصابة كبيرة وشخصيات مهمة، تعمل ما بوسعها للدفاع عن المعتقلين، وتوكل لهم محامين، لدرجة أن أمر اللوحات المسروقة أصبح قضية أساسية بالمحكمة الابتدائية بالرباط". وأشار إلى أنه لم يتوصل، لحد الساعة، سوى بعشر لوحات، من ضمن ما يناهز 60 لوحة نادرة مسروقة من متحفه، تعود إلى أكبر الفنانين التشكيليين المغاربة، منهم راحلون، ومنهم من مازالوا على قيد الحياة، أمثال، محمد القاسمي، وميلود لبيض، ومحمد الدواح، وجمال شكير، وعبد الكبير البحتري، ومبارك بليلي، ومصطفى الشراد، ومحمد التومي، وعبد الله آدم. وتمكن الحريشي من استعادة تلك اللوحات بفضل "شهادة الأصالة"، التي يضعها لكل لوحة، وبفضل العمل التوثيقي والضبط عبر التصوير لكل لوحة يتوفر عليها، ما يسهل عملية التأكد من ملكيته لتلك اللوحات. يشار على أن هذه السرقة الفنية جرى التبليغ عنها شتنبر الماضي، ومنذ ذلك التاريخ والقضية تتفاعل، وفي كل يوم تظهر أسماء جديدة، ما يدل على أن سرقة اللوحات التشكيلية بالمغرب تجارة رائجة، وأن وراءها شبكة متخصصة، تعمل على تهريب البعض منها إلى الخارج، لتبيعها بأثمنة خيالية.