خرج المنتخب المغربي لكرة القدم، كما كان متوقعا، من "المولد بلا حمص"، حسب تعبير المصريين، بعدما فشل في بلوغ أي هدف من التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأسي العالم وإفريقيا (المجموعة الأولى) العام المقبل. سقوط مهين للمنتخب المغربي في مباراته أمام الكاميرون (سوري) ويطرح الفشل المهين والكارثي للمنتخب المغربي أكثر من علامة استفهام حول المسؤول عن دموع الحسرة، التي ذرفها المدافع الشاب، المهدي بنعطية، بعد نهاية مباراة المنتخب الوطني، أول أمس السبت، ضد نظيره الكاميروني (0 – 2)، ومعه كل الجماهير المغربية، التي لم تستسغ ما حدث، إذ لم يسبق في تاريخ تصفيات كأسي إفريقيا والعالم أن خرج المنتخب المغربي منها بطريقة أقل ما يقال عنها إنها "مصيبة"، سيما أنه عجز عن تحقيق أي فوز في التصفيات. وكان المنتخب الوطني الحلقة الأضعف في المجموعة الأولى، إذ بدأ مساره بهزيمة في عقر الدار(1 – 2)، أمام المنتخب الغابوني، أعقبتها هزيمة مذلة في ليبروفيل (3 -1)، وتعادل مرتين أمام منتخب الطوغو، ذهابا (0 –0)، وإيابا (1 -1)، وانتزع نقطة واحدة في العاصمة الكاميرونية ياوندي. الغريب في الأمر، أن الفشل الذريع للمنتخب تزامن مع الذكرى الأولى لتنظيم المناظرة الوطنية الثانية للرياضة المغربية، التي صادفت يوم 24 أكتوبر الماضي، وهي المناظرة التي شخص فيها جلالة الملك محمد السادس واقع الرياضة المغربية، وأماط اللثام عن الواقع، الظاهر منه والخفي. ويترقب المتابعون للشأن الكروي ما سيكشف عنه علي الفاسي الفهري، رئيس الجامعة، من قرارات في اتجاه إحداث التغيير، وانعتاق الكرة المغربية من مخالب دون هوية، سيما أن الوضع الحالي يتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى العهد السابق، بقيادة الجنرال حسني بنسليمان، حسب بعض الأعضاء الجامعيين، الذين تحدثوا إلى "المغربية". وقال هؤلاء إن "مسؤولية إخفاق المنتخب الوطني تقع على العهد السابق، وتحديدا على الأشخاص، الذين تعاقدوا مع الفرنسي روجي لومير، والمكتب الجامعي الجديد لا يتحمل، بتاتا، مسؤولية كارثة المنتخب، بالنظر إلى الظرفية، التي انتخب فيها علي الفهري، وتشكيل مكتبه الجامعي". وأفادت مصادر متطابقة أن علي الفاسي الفهري يتجه نحو عقد اجتماع جامعي، نهاية الأسبوع الجاري، لتدارس الوضع، والخروج بقرارات جديدة، تهم، بالأساس، الإدارة التقنية الوطنية، مرجحة احتمال أن "يصدر المكتب الجامعي عقوبات ضد بعض اللاعبين الدوليين، الذين تمردوا على الناخب الوطني، حسن مومن، ورفضوا الاستجابة للنداء الوطني". وسبق لعلي الفاسي الفهري أن صرح، في وقت سابق، أنه مستعد للتعاقد مع مدير فني عالمي كبير للمنتخب الوطني، من أجل قيادته في الفترة المقبلة، وهو التصريح الذي وافق عليه منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة، الذي كان أول من آمن بفشل المنتخب الوطني، حين أقر، قبل أن تنتهي التصفيات، أن "المنتخب المغربي يغيب عن المونديال العالمي منذ 1998، ولن يشارك، كذلك، في جنوب إفريقيا، الصيف المقبل، وهذه الحقيقة يجب الإقرار بها".