في تجربة، هي الأولى من نوعها بالمغرب، وفي الدول العربية، فازت مدينة الدارالبيضاء باحتضان معرض حول إبداعات النسيج المستقبلية، يركز على انفتاح قطاع النسيج على مجالات متنوعة، كانت من قبل غير متوقعة، بعد أن أضحى استخدام النسيج في عدد من القطاعات الحيوية، أبرزها مجال البحث والإبداع، والطب، والمواصلات، والفلاحة، والملاحة الجوية. يأتي تنظيم هذا المعرض بمبادرة من المدرسة العليا لصناعات النسيج والألبسة، المعروفة اختصارا ب"LESITH"، بشراكة مع المعهد الفرنسي بالدارالبيضاء، خلال الفترة من 12 نونبر إلى 12 دجنبر المقبل، وسيدورالنقاش حول "إبداعات النسيج المستقبلية"، بتنشيط من 80 خبيرا دوليا. وكشفت ندوة صحفية، عقدت أمس الثلاثاء، بالدارالبيضاء، أن المعرض المقدم من طرف مؤسسة " lille 3000" (فرنسا) و"Designregio" (بلجيكا)، سيكون فرصة لتحديد صناعات النسيج، التي تدخل في مجال البحث والإبداع، بهدف التعريف ب"الأنسجة المستقبلية"، والعمل على الرقي بمختلف الإبداعات النسيجية، وبالتالي، السماح للمستثمرين، والسلطات العامة، والباحثين، بالحصول على معلومات وأمثلة واقعية وملموسة، لاستعمالات الأنسجة الذكية، التي تتجاوب مع علاقة الإنسان بالعالم والبيئة. وأوضح محمد لحلو، مدير المدرسة العليا لصناعات النسيج والألبسة، ل"المغربية"، أن احتضان المغرب لهذه التظاهرة الدولية "أمر مهم، لأنها ستقرب الفاعلين والمستثمرين الاقتصاديين في مجال النسيج من إمكانات الاستفادة من التطور الحاصل في القطاع، من خلال توظيف التكنولوجيات الحديثة، بالإضافة إلى تقريبهم من فرص الاستثمار المتوفرة في المجال، وتمكينهم من اللقاء بخبراء وباحثين في المجال، لتبادل الأفكار والخبرات". وأضاف لحلو أن التظاهرة ستمكن الإنسان العادي والمستهلك للمنتوجات النسيجية من التعرف على جديد القطاع، ومستوى الابتكارات المتوصل إليها، من خلال استخدام التكنولوجيا، وعدد من العلوم، في مجال النسيج، لتحسين المنتوج، والرفع من جودة الحياة، والاستجابة سريعا للمتطلبات الدقيقة للمستهلك، على الصعيد العالمي. وحسب المنظمين، تدخل الأنسجة الذكية في فضاء الحماية ضد الحرارة، والحريق، والبرد، والتفاعلات الكيميائية أو الميكانيكية، إذ توظف ابتكارات النسيج مع العديد من المواد والتركيبات المصممة لمقاومة الحريق، والمعدن المنصهر، ودرجة الحرارة المرتفعة لمنسوجات ألياف الأراميد، فضلا عن دخول الأنسجة الذكية في مجال الهندسة المعمارية والبناء، من خلال ابتكار مركبات نسيجية للبنايات التاريخية، أو الملاعب، أو الموانئ، متكيفة مع الظروف المناخية القاسية. وذكر لحلو أن الاستعمالات التقنية للأنسجة تستهلك 34 في المائة من الألياف المعتمدة صناعيا، ولذلك يعد هذا القطاع من أندر القطاعات التي لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية، محافظا على تقدم بمعدل 5 في المائة. غير أن القطاعات، كالألبسة، لم تنج منها إلا عن طريق مساعدات اجتماعية، وتخفيضات في المبيعات، بآثار سلبية اقتصادية واجتماعية. ويهدف المعرض، الذي سيمتد على 400 متر، إلى التعريف بالأنسجة المبتكرة، والمساهمة في انفتاح رغبة الأجيال الشابة على الثقافة العلمية، واستيعاب رهانات القرن 21، إذ تقترح أروقته، حسب الجهات المنظمة، رحلة فنية معاصرة إلى عالم النسيج، باتحاد بين أعمال فنية ومنتوجات صناعية، يراعى فيها المزج بين الشكل والتكنولوجيا، بفضل تصوير المشاهد الأصلية، التي ستمكن الزائر من متابعة التنوع الهائل لأنسجة الغد.