عقد مهنيو صناعات النسيج والألبسة بجهة الشمال مؤخرا في طنجة عددا من اللقاءات المهنية التي تندرج في إطار المحطة الأولى من مبادرة «رودشوو» الرامية الى تشخيص واقع القطاع ووضع استراتيجية عمل استباقية في أفق تعافي الأسواق وارتفاع الطلب المتوقع سنة 2010. وقال مصطفى ساجد رئيس الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة إن اختلاف المؤشرات تسمح بتوقع خروج القطاع على المستوى الدولي من الأزمة مشيرا الى أن انكماش الأسواق أدى الى تغيرات كبيرة في العادات الاستهلاكية خصوصا ما يتعلق بتنامي الشراء العقلاني على حساب الملابس والأزياء. وشدد ساجد على ضرورة البحث فيما إذا كانت هذه التغيرات ترسخت لدى المستهلك أو أنها نتيجة ظرفية عابرة مبرزا أن الرهان الكبير لقطاع النسيج والألبسة على مستوى المغرب يكمن في مدى قدرته على التكيف مع تغيرات الأسواق من خلال اعتماده على التنافسية والابتكار والاستفادة من آليات الدعم والتمويل المتاحة. وأكد عدد من المتدخلين منهم خبراء في المعهد الفرنسي للموضة أن تزود المصنعين الأوربيين بحاجيات صناعات النسيج والألبسة من الدول المجاورة خاصة في حوض البحر الأبيض المتوسط شهد تقلصا ملحوظا بين سنتي 2008 و 2009. وأضاف المتدخلون أن استراتيجيات التموين التي اتبعتها شركات النسيج والألبسة الأوربية اعتمدت على التعامل مع البلدان ذات الأجور المنخفضة كما هو حال بلدان جنوب شرق آسيا مع الاهتمام بالملابس العادية عوض الأزياء مما خفض من صادرات البلدان المتوسطة من النسيج نحو الاتحاد الأوربي بحوالي 12%. وأبرزوا أن جميع المؤشرات تشير حاليا الى تحسن أداء القطاع مع توقع نموه خلال السنة الجارية ب 3.9% في العالم و 2.7% في الولاياتالمتحدة و 1% بمنطقة الاتحاد الأوربي. وانخفضت صادرات المغرب من الملابس الجاهزة الى بلدان الاتحاد الأوربي بنسبة تفوق 20 % قبل أن تستقر في 6% كمعدل عام سجل السنة الماضية. وكانت دراسة قدمت خلاصتها أخيرا في طنجة بمناسبة معرض «موضة المغرب» أفادت أن قطاع النسيج والألبسة في المغرب يعاني بعض مواطن الضعف كما يتميز في الوقت ذاته ببعض نقاط القوة. وأكدت الدراسة التي أنجزها المعهد الفرنسي للموضة لفائدة الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة أن المغرب يتوفر على «مزيج جيد من مزايا عدة تجعله وجهة مفضلة لعدد من كبار المصنعين الأوربيين كما يتوفر على قدرة لولوج الأسواق الأوربية». وذكرت نفس الدراسة أن نقاط قوة قطاع النسيج والألبسة بالمغرب تتمثل على الخصوص في القرب من الأسواق العالمية (الأسواق الأوربية) والسرعة بالإضافة إلى جودة المنتجات. وأوصت الدراسة المصنعين المغاربة بتعزيز نشاطهم في مجال صناعة الموضة والفساتين على وجه الخصوص، والتي حافظت على حصتها من السوق الأوربية (8%) رغم تراجع حجم الاستهلاك أوربيا. وعن التنافسية التي يشهدها القطاع حاليا على ضوء تراجع المبيعات في الأسواق الاستهلاكية الأساسية تحدث نفس المصدر عن قدرة المغرب على مواكبة التحولات وإظهار حسن التعامل مع المصنعين الأوربيين على الخصوص فيما يتعلق بالإبداع وسرعة التسليم (أقل من 10 أيام) والمهارة والجودة المطلوبة.